«الخوخ السيناوي مفيش زيه أبدا».. بهذه الكلمات عبر مزارعو شمال سيناء، عن عشقهم لزراعة الخوخ، لافتين إلى أن زراعة فاكهة الخوخ تعود على المحافظة بالخير، الذين ينتظرون حصاده لتغير ملامح حياتهم، مؤكدين أن أربح زراعة الخواخ كبيرة –على حد وصفهم. «محافظة شمال سيناء تشتهر بزراعة الخوخ وإإنتاج افخر الأنواع، خاصة بنطاق مدينتي الشيخ زويد ورفح.. ويزرع على مياه الأمطار، وينتج كميات تغطي كافة أسواق سيناءومحافظات الجمهورية، ويصدر منه كميات كبيرة للخارج»، يقول محمد إبراهيم، مزارع، من أهالي سيناء.
ويضيف: «تجار الجملة بسوق العبور يأتون لشراء المحصول وهو لا زال أخضر على الشجر لضمان حجزه، لأنه إنتاج مميز وطبيعي، وأيضا موسمه قصير ولا يتعدى الشهر ونصف بداية من منتصف إبريل وحتى آخر مايو فقط من كل عام».
ويقول عبد القادر سلمي، صاحب مزرعة: «الخوخ السيناوي من أنقى أنواع الفاكهة على مستوى العالم، لأنه ينمو ويعيش على مياه المطار ولا يخضع للرش بأي أنواع من المبيدات، لذلك فهو أمن وترحب الدول الخارجية باستيراده لشدة نقاءه ونظافته، ولذلك نأمل من وزارة الزراعة العمل على فتح أسواق بالخارج لتصديره حتى تعم الفائدة على المزارعين».
«المزارعون ينتظرون موسم الخوخ بفارغ الصبر، لأنه يمثل لهم موسم الخير، وبعد بيعه تتحسن أحوال المزارعين وتبدأ مناسبات الخطبة والزواج وتجهيز العرائس وتعمير البيوت، ويتمكن المزارع من تسديد ديونه، لذلك هو موسم الخير والفرح للمزارعين في سيناء»، يردف حسين سواركة مزارع.
وعن ارتفاع أسعار الخوخ السيناوي، يقول سويلم أبو سليم، مزارع: «تم تجريف كميات كبيرة من أشجار الزيتون بسبب الإرهاب، وهذا أثر على كمية الإنتاج التي تراجعت بنسبة قد تصل إلى 50%، لجانب أن هناك مزارع لا يتم حصادها لكونها تشكل خطر على العمال،لقيام التنظيمات الإرهابية بتفخيخها وزراعتها بالألغام لمنع مرور قوات الجيش منها».
ويشير محمد سليمان، إلى أن مدينة رفح كانت تشهد في مثل هذه الأيام حركة نشطة جدا، وخاصة في ميدان الماسورة الذي يتحول إلى خلية نحل لكونه كان يمثل سوق الجملة بالنسبة للخوخ، ما بين مزارعين يجلبون مئات الأطنان من مزارعهم وما بين تجار قادمين من محافظات الجمهورية، بالإضافة لعمال يشاركون بالفرز والتعبئة والتحميل.
ويضيف خلال السنوات الأربعة الماضية تراجعت الحركة لانتشار الإرهاب وإغلاق ميدان الماسورة لدواعي أمنية، لذلك تم نقل السوق الرئيسي لمنطقة آخرى لجانب إقامة أسواق فرعية أما بوسط المزارع أو لجانب الطريق الدولي لذلك ارتفعت أسعار الخوخ من مزارعه، وتراوحت ما بين (5 إلى 7) جنيهات للكيلو، ليتم بيعه بالتجزئة بالأسواق ما بين عشرة جنيهات إلى 15 جنيها حسب الحجم والجودة.
ويقول عبد العظيم محمد مهران، تاجر جملة بسوق العبور، إن الخوخ من أنواع الفاكهة التي تتأثر بالشمس وتتعرض للعطب، لذلك لابد من سرعة نقل الخوخ من المزارع للأسواق حتى لا تتعرض ثمار للتلف، وهو ما نطالب به السلطات المختصة لتسهيل عبور سيارات الخوخ وخاصة من معديات قناة السويس.
ويشير التاجر إلى أن رحلة السيارة من مزارع الخوخ برفح تستمر حوالي 20 ساعة بسبب التوقف على الكمائن والمعديات، ما يزيد أسعار النقل وتلف المحصول، لذلك نلتمس من المسؤولين مراعاة ظروفنا وتسهيل عبور السيارات المحملة بالخوخ أو تخصيص معدية لعبور سيارات الفاكهة خلال هذا الموسم القصير الذي لا يتعدى 45 يومًا.