الإرهاب وضعف مؤسسات الدولة الوطنية تحديان رئيسيان بالشرق الأوسط قام الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بزيارة لمقر البنتاجون، حيث التقي وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين مصر والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات. والتقي الرئيس السيسي بمقر إقامته في واشنطن أمس بمجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي، ضمت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، بالاضافة الي قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر وقيادات المنظمات اليهودية الأمريكية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه بالشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي استراتيجية العلاقات المصرية الامريكية، وأنها تمثل شراكة ذات فائدة كبيرة للبلدين وللشعبين المصري والأمريكي، معربا عن تطلعه لدفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع علي أسس من التعاون والاحترام المتبادل، وبما يسهم بفاعلية في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وأشار الرئيس إلي المباحثات الإيجابية والمثمرة التي جرت مع الرئيس دونالد ترامب بالبيت الأبيض والتي عكست رغبة مشتركة لاستعادة الزخم في العلاقات وتدشين شراكة جديدة بين البلدين. وأكد السيسي أن مصر تستكمل تنفيذ برامج الإصلاح المختلفة في الوقت الذي تدرك فيه التحديات الكبيرة التي تواجهها وتواجه المنطقة، خاصة من قوي الإرهاب الراغبة في هدم الدولة الوطنية، مشيرا إلي مراعاة مصر لتحقيق التوازن بين المزيد من التطوير والإصلاح من جهة والتصدي لتلك المنظمات الإرهابية وعدم السماح لها باعاقة خطط التنمية والتقدم علي الجانب الآخر، معربا عن ثقته في إدراك المجتمع الأمريكي الحجم الحقيقي للتحديات القائمة. وأشار الرئيس إلي أن مصر بلغت درجة كبيرة من الاستقرار والأمن بعد عدة سنوات من التقلبات السياسية، ومستمرة في العمل بشكل منظم ومنهجي لتحقيق المزيد من التطور في جميع المجالات والإصلاح علي جميع المستويات. وأضاف السفير علاء يوسف إن الرئيس أشار إلي الجهود التي تقوم بها مصر في سبيل مكافحة الارهاب، وما تقوم به المؤسسات الدينية المصرية من أجل تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما شابه من أفكار مغلوطة كأحد محاور محاربة الفكر المتطرف. وأكد السيسي حرص الدولة علي الحفاظ علي وحدة النسيج الوطني ومنع أية محاولات للنيل منه وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الاخر والتعايش. وأضاف المتحدث الرسمي أنه دار حوار مفتوح بين الرئيس و الحضور، حيث رحب المشاركون في اللقاء بزيارة الرئيس الأولي لواشنطن، وتوجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو إعادة العلاقات مع مصر إلي مسارها الصحيح وتحقيق انطلاقة جديدة بها، كما طرحوا عدداً من الاستفسارات إزاء التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس إن الشرق الأوسط يواجه تحديين رئيسيين يتمثل الأول في الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديداً للعالم أجمع، والذي وجد فراغاً كافياً داخل العديد من دول المنطقة التي عانت من عدم الاستقرار خلال السنوات الأخيرة، والتحدي الآخر هو ضعف مؤسسات الدولة الوطنية في تلك الدول وعدم قدرتها علي الاضطلاع بمسئولياتها تجاه المواطن، مؤكداً أنه يتعين العمل علي مواجهة هذين التحديين في ذات الوقت، سواء من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ووقف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين، أو من خلال مساندة الدول التي تمر بأزمات وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإعادة بناء تلك الدول وتوفير حياة كريمة لأبنائه. وأكد السيسي أهمية عودة الولاياتالمتحدة للقيام بدور فاعل في دفع جهود التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، مشيرا الي أن التحرك المصري حيال مختلف الملفات الإقليمية، ولاسيما سوريا وليبيا، تحكمه مجموعة من المبادئ تتمثل في الحفاظ علي مفهوم وكيان الدولة الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيها، والحيلولة دون انهيار مؤسساتها كخطوة هامة وأساسية تحول دون انزلاق المنطقة نحو المزيد من الانقسام والتشرذم، مؤكداً عدم إمكانية حل النزاعات عسكرياً، وأهمية التمسك بالحلول السياسية بما يُمكننا من المُضي قدماً في جهود بناء وإعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات من أجل إنهاء معاناة شعوبها، وعدم اتاحة الفرصة لوجود بيئة خصبة تستخدمها المنظمات الارهابية. وبالنسبة لعملية السلام، أوضح الرئيس أن القضية الفلسطينية ستظل محورية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، مؤكداً وجود فرصة حقيقية لتحقيق السلام، وأن مصر تتواصل مع كل الاطراف من أجل الدفع قدماً بجهود إحياء عملية السلام. وأوضح الرئيس أن التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم علي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة وسيُحقق الأمن للجانبين. وقال السفير علاء يوسف إنه فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الامريكية أكد الرئيس السيسي حرص مصر علي تعزيز العلاقة بين البلدين علي المستوي الشعبي، مشيراً إلي أهمية تكثيف العلاقات بين البرلمانين، فضلاً عن تعزيز دور الازهر الشريف والكنيسة القبطية في الولاياتالمتحدة. وأشاد الرئيس بتصريحات الرئيس ترامب التي عكست رغبته في تعزيز العلاقات مع مصر واستعادة طابعها الاستراتيجي، مشيراً إلي أن هذه التصريحات لاقت ترحيباً من جانب الرأي العام المصري وتُدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين. ويجري الرئيس في ساعة مبكرة من صباح اليوم بتوقيت القاهرة مقابلة مع كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي لاستعراض خطوات الإصلاح الاقتصادي التي اجرتها مصر.