ولد الشيخ محمد أبوالفضل الجيزاوي بوراق الحضر عام 1847 وأتم حفظ القرآن الكريم كاملا فالتحق بالأزهر الشريف فحفظ المتون ولزم الفقه علي مذهب الإمام مالك وتلقي علوم العربية علي كبار المشايخ منهم العدوي وعليش والمرصفي.. وبعد تمام دراسته عمل بالتدريس عام 1908 ثم عين عضوا في إدارة الأزهر في زمن الشيخ البشري ثم وكيلا للأزهر فشيخا للإسكندرية لمدة 8 سنوات وفي عام 1917 تم تعيينه شيخا للأزهر وبعد قضاء مصطفي كمال اتاتورك علي الخلافة العثمانية التي تآكلت بفعل الصراعات والاطماع رغب الملك فؤاد الأول في إعلان نفسه خليفة للمسلمين لما لمصر من مكانة كبيرة وسط العالم الإسلامي وقد أعلن الشريف حسين ايضا نفسه خليفة مما استدعي وقفة من مشايخ الأزهر فسرها السلطان عبدالحميد في مذكراته قائلا: ان الإنجليز أرادوا ان يكون الخديوي في مصر خليفة للمسلمين ولكن ليس هناك مسلم صادق يقبل ان يكون الخديو أميرا للمؤمنين لانه بدأ دراسته في جنيف وأكملها في فيينا وتطبع بطابع هؤلاء. والاحتلال عندما رأي رغبة المصريين العارمة في تنصيب خليفة للمسلمين زج بالملك وهو ما قوبل بالرفض من الشيخ الجيزاوي بعد مؤتمرين عقدا لمناقشة الأمر وجاءت النتائج غير مرضية للملك وقد عاصر الشيخ الجيزاوي أحداث ثورة 1919 وصراع الشعب مع الاستعمار والاحزاب واستطاع ان يقود مع علماء الأزهر غمار هذه الأمواج.. ومن جهوده إصدار قانون 1923 وفيه خفض مراحل التعليم الأزهري إلي أربع سنوات وإنشاء أقسام متخصصة في التفسير يلتحق بها من يحصل علي العالمية كما انه شكل لجنة لإصلاح التعليم الأزهري انتهت بتدريس مادة الرياضيات للأزهريين.. حصل اسمه علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي في الاحتفال الألفي للأزهر.. توفي عام 1925 تاركا وراءه كثيرا من المؤلفات النافعة في مصطلح الحديث وأصول الفقه وغيرها.