إذا قال القذافي.. لم يسقط مدنيين في قتاله مع الثوار. فهو كاذب.. فالثوار مدنيون دعمهم بعد ذلك العسكريون الذين انشقوا عن القذافي. وإذا قال أوباما لم يسقط مدنيين في الحرب الأمريكيةالغربية علي ليبيا.. فهو الآخر كاذب. فالحرب حرب، وقذائف الطائرات وصواريخ البوارج لا تفرق بين عسكري ومدني. ولا توجه نداء للمواطنين بإخلاء المكان أو الموقع »الفلاني« لأننا سنصب عليه نار غضبنا من القذافي. أولاً وأخيراً الشعب الليبي هو الخاسر الذي سيدفع الثمن سواء من قتال القذافي له، أو قتال أمريكا والحلف الأطلسي للقذافي. والطرفين القذافي وأوباما كاذبان. كلاهما يقول كلمة حق يراد بها باطل.. القذافي يتشبث بمقعد الحكم بذرائع الحفاظ علي ثورة الفاتح ومكتسباتها التي تحققت علي مدي 04 عاماً. وأوباما وذيوله في مجلس الأمن يسعون إلي تحقيق مصالحهم بالتبجح هذه المرة وليس بالتذرع بالقول اننا نحافظ علي حقوق الإنسان ونحمي المدنيين. هذا ما قاله أوباما في البداية حتي يحصل علي قرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي ووقف القذافي لإطلاق النار علي الثوار. وبعد صدور القرار قال إن الحرب علي ليبيا لن تتوقف حتي يسقط القذافي. وهذا هو الهدف الحقيقي، إسقاط نظام معارض لأمريكا وغير مهادن مع أوروبا. وتولي نظام جديد يأتون به موالياً لهم ومتسقاً مع سياساتهم، مثلما هو الحال بالعراق. وذلك استكمالاً للسياسة الأمريكية في المنطقة وشرق أوسط جديد. بؤرة اهتمامهم فيه مصالحهم وحماية إسرائيل. أعلنوا الحرب علي العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل. ولم يتوقفوا حتي أعدموا صدام حسين، واستمروا في احتلالهم للعراق، ولم يتباكوا علي مئات الآلاف من المدنيين الذين سقطوا من عملياتهم العسكرية أو ضربات الإرهاب. فالهدف الذي تم التخطيط له إزاحة نظام صدام، والاستيلاء علي ثروات العراق وتأمين وضمان البترول واستثمار الشركات الأمريكية، وإضعاف العراق وتفتيته كقوة مناوئة لإسرائيل. وإذا كان الأمر »رقة« قلب أمريكا.. لماذا لا يتحرك لأمريكا جفن حزناً علي المدنيين وحماية حقوق الإنسان في العديد من الدول الافريقية في صراعات علي الحكم، ولماذا لم يستيقظ الضمير الأمريكي علي مدي 06 عاماً لإنقاذ الشعب الفلسطيني من القتل والتشريد من وطنه لحساب تحت وطأة احتلال إسرائيل، التي تأكل وتقاتل بالمساعدات الأمريكية!