تلك أمثلة قليلة تكشف ما وراء الحملة الاعلامية والتكهنات المخابراتية التي أطلقتها أمريكاوبريطانيا دون أي احترام لقواعدالتحري العلمي العملي لأسباب سقوط الطائرة كثيرا ما تنطلق في وجه من يفسر أي تحرك أو موقف بأن وراءه «شيئا مريبا» بأنه أسير «نظرية المؤامرة» حتي إننا صرنا نمارس أحيانا جلد الذات إذا ما عبرنا عن شكوكنا في واقعة معينة ولا تظهر دلائل تؤكد ذلك حيث تلتف حول أعناقنا فورا تهمة أننا من اتباع نظرية المؤامرة. هذه الاجواء كادت تدفعني إلي التردد في كتابة مقالي هذابناء علي رؤيتي لاحداث «سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ»، وشكوكي فيمن يكونون وراءه إذا ما قال الصندوق الأسود إنها ضحية انفجار وراءه جهة ما، لكنني - الآن - وقد تجمعت الأدلة والبراهين التي تثير شكوكا حقيقية تتجه إلي أطراف خفية، استجمعت شجاعتي وقررت أن أكشف المستور أو ما يبدو حتي الآن أنه مستور وغامض، وتعال معي عزيزي القارئ لنتأمل هذه الحقائق المثيرة التي تؤيد «نظرية المؤامرة». 1) في توقيت مريب، وعقب وصول الرئيس السيسي إلي لندن، تعلن وزارة الخارجية البريطانية أن ثمة تكهنات بسقوط الطائرة الروسية نتيجة انفجار قنبلة تم وضعها داخلها، ثم تصدر الوزارة قرارا بسحب السياح البريطانيين من شرم الشيخ. عندئذ قال قائل- وله الحق- إن هذا التصرف الغريب يتناقض مع حتمية انتظار ما تعلنه اللجنة الدولية المكلفة بتحري أسباب سقوط الطائرة، وبالتالي يستهدف التعتيم علي زيارة الرئيس المصري أو حتي إفشالها، وإن كان الرجل - كعادته - واصل لقاءاته وحواراته ومباحثاته المكثفة مع كبار المسئولين والبرلمانيين ورجال الأعمال ثم مع رئيس الوزراء «كاميرون» الذي كان قد انزلق هو أيضا إلي الحديث عن التكهنات التي لا سند لها ، ونجح الرئيس - في هذه الاجواء - بانتزاع اتفاقيات استثمارية وشهادات موثقة بإنجازات مصر مثل قناة السويس الجديدة، وإن كان «سيرك الاعلام البريطاني» لم يتوقف عن نشر الأخبار والتحقيقات الصحفية التي تستهدف ضرب السياحة في شرم الشيخ ومصر كلها، حتي إن صحيفة «الديلي ميل» تخرج بقصةحقيرة تدعي فيها أن طائرة مدنية بريطانية كادت تتعرض لصاروخ مصري لكنها نجحت بمناورة هائلة قام بها الطيار. صحيح أن الكذبة الساذجة لم يكتب لها البقاء لان بريطانيا أنكرتها بعد ذلك. في نفس الوقت كان «سيرك الاعلام الامريكي» يدق الطبول والصاجات في حملة ضارية لضرب السياحة في مصر ومعها الاقتصاد والنظام الحاكم بل ضرب الدولة ذاتها بتمزيقها!! وانطلق حديث التكهنات المخابراتية وحكاية رصد اتصال هاتفي لأحد قادة «داعش» في العراق أو سوريا مع زميل له في مصر حول «عملية كبيرة جدا في مصر تمثل مفاجأة مدوية» ولكي تكتمل الصورة المريبة أتساءل: لماذا هذه الضجة الإعلامية المخابراتية الامريكية البريطانية بعد حادث الطائرة الروسية في شرم الشيخ؟ ولماذا تلك التعليمات العاجلة بسحب السياح البريطانيين من شرم الشيخ؟ والسؤال المهم: لماذا لم تحدث تلك الضجة بعد حوادث الطيران التي بلغت خلال عام واحد ثلاث عشرة حادثة؟ لماذا لم يرتفع صوت واحد بعد أي حادثة من تلك الحوادث بالتكهنات ولم تسارع وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية للتساؤل عن سقوط هذه الطائرة أو تلك؟ لماذا هذا الانتظار الصامت الطويل.. لما تعلنه اللجان المختصة عن سبب السقوط؟ ولنتوقف أمام مثال واحد لذلك يتعلق بحادثة سقوط «الطائرة الماليزية MH17» في يوليو من العام الماضي فوق «أوكرانيا» وراح ضحيتها مئات القتلي، تري هل حدثت تلك الضجة الاعلامية المخابراتية، وهل سحبت أمريكاوبريطانيا رعاياهم من أوكرانيا بالرغم من التأكد مبدئيا من إسقاط الطائرة بصاروخ روسي لدي الانفصاليين عن أوكرانيا في الشرق ؟! لقد ساد الصمت علي مدي «15 شهرا» ظهر بعدها تقدير اللجنة المختصة. تلك أمثلة قليلة تكشف ما وراء الحملة الاعلامية والتكهنات المخابراتية التي أطلقتها أمريكاوبريطانيا دون أي احترام لقواعدالتحري العلمي العملي لأسباب سقوط الطائرة ودون أي اعتبارلما أعلنته روسيا عن ضرورة انتظار قرار اللجنة وأن أي تكهنات لا قيمة لها. بل دون اعتبار لشهادات ستة وفود أمنية بريطانية لشرم الشيخ أكدت كلها دقة الأمن وقتها. هذه الأدلة والبراهين كافية لأن نقول إن ثمة مؤامرة وراء تلك الحملات والاجراءات، لكن المؤامرة تتسع أبعادها أكثر وأكثر لو توقفنا. أمام دلائل أخري. فجأة تصدرقناة CNN تقريرا تقول فيه إن الأوضاع في سيناء تستدعي تواجدا أكبر وأقوي وأكثر تسليحا لقوات «حفظ السلام» برئاسة أمريكا ذلك لان أربعة جنود تعرضوا منذ فترة لإصابات مهما كانت بسيطة! المدعو الهارب في تركيا «معتز مطر» يظهر أول يوم من نوفمبر ليدعو إلي تواجد قوات أجنبية كبيرة في سيناء!