كون أن تخرج علينا أصوات شاذة تطالب بإبعاد المملكة عن إدارة شئون الحج وتمثيل عدد من الدول الإسلامية بإدارته.. أليست لهذه الأصوات مصلحة في إفشال موسم حج هذا العام حتي يكون هناك مبرر لطلبها الحاقدون علي المملكة العربية السعودية عز عليهم أن تخرج المملكة من حادث رافعة الحرم المكي بكل قوة وعزم وإصرار علي استكمال مناسك الحج في أمان أوفر.. وخاصة بعد أن نجحت مجموعة بن لادن السعودية في أقل من 48 ساعة في إعادة الحركة داخل الحرم إلي طبيعتها فأعطت الأمان لضيوف الرحمن.. للأسف لم نسمع تعليقا عن جهود المملكة في التيسير والتخفيف علي زوار الحرم فقد كان أمل الحاقدين أن يبقي الحال علي حاله حتي تكون الرافعة عقبة أمام المصلين.. المملكة كانت تضع ضيوف الرحمن في عيونها فضاعفت خطط تأمين الأفواج في الانتقال إلي عرفات وبفضل الله يأتي المشهد رائعا وهم في الطريق إليه قادمين من مكة.. حشود أمنية ضخمة تؤمن لهم جميع الطرق والطرقات، تنظيم ما بعده تنظيم يبشر بسلامة جميع ضيوف الرحمن، تجهيزات تعلو جبل عرفات لتوفير سبل الراحة والمتعة لضيوف الرحمن وبالذات لكبار السن منهم، ماكينات تلطف الهواء وهي تضخ شبورات من الرذاذ المائي لتخفف قسوة الطبيعة من حر قاتل.. ما شاء الله أن يصل فكر القائمين علي استقبال ضيوف الرحمن في المشاعر في كيفية التخفيف عليهم من رطوبة الجو وحرارة الشمس بالمظلات والرشاشات المائية. - الحاقدون عز عليهم أن يمر يوم التصعيد إلي عرفات بسلام وأن يبدأ ضيوف الرحمن «النفرة» من المزدلفة إلي مني وسط حشود من المنظمين السعوديين.. وتتحول أفواج الحجاج إلي كتل بشرية.. كل منها تأخذ طريقها إلي محل السكن في « مني « وكتل أخري تستعجل رمية العقبة الأولي فتتجه مباشرة من المزدلفة إلي جسر الجمرات.. وهنا تحدث المفاجأة.. الكارثة التي لم يتوقعها أحد بسبب التدافع وإن كانت الأسباب الحقيقية غير معروفة لكن من حسن الحظ أن « مني» بشوارعها محاطة بمجموعة كاميرات لا تحصي ولا تعد.. هذه الكاميرات وحدها لا تحتاج إلي شهود عيان لمعرفة الأسباب، لقد استخدمت المملكة الحس الأمني لديها وقامت بتغطية « مني « بالكاميرات بغرض تسجيل مناسك الحج بالصوت والصورة حتي تقوم وزارة الحج بتقييم حج كل عام للتوسع في زيادة الخدمات للحجاج.. ومن ناحية أخري استخدام الكاميرات في الأغراض الأمنية.. - وهنا أقول للحاقدين علي المملكة ، أين أنتم من التوسعات التي أدخلتها المملكة علي منطقة مني.. وإزالتها لجسر الجمرات القديم الذي كان يتسبب في قتل الأبرياء بسبب الزحام والتكدس في رمي الجمرات.. إن الجسر الجديد الذي شهد به العالم الإسلامي صناعة سعودية حيث أقامته بعبقرية معمارية « مجموعة بن لادن السعودية «.. ويومها أشاد الملك عبد الله بن عبد العزيز «رحمه الله» بفكر « بن لادن « في تخطيط مني وجسر الجمرات الذي حصل علي جائزة أفضل مشروع في خدمة الحجاج وهي جائزة مكة للتميز.. فقد يكون كثيرون من ضيوف الرحمن لا يعرفون أن الجسر الجديد الذي أقامته المملكة ونفذت بناءه مجموعة بن لادن كان بغرض تأمين الحجاج من التكدس والزحام في رمي الجمرات.. تم بناؤه بارتفاع خمسة طوابق كل طابق منها بارتفاع 12 مترا ومن الممكن زيادة طوابقه إلي 12 طابقا ليستوعب خمسة ملايين حاج في المستقبل.. طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا ويضم 12 مدخلا و12 مخرجا بغرض استيعاب أكبر عدد من الحجاج.. علما بأن الحجاج الذين لقوا حتفهم لم يستشهدوا بسبب رمي الجمرات.. ولكن الوفيات هذه المرة بسبب التكدس والتدافع في محاولة الوصول لجسر الجمرات.. - وهنا دعوني أسأل الذين يطالبون بإبعاد السعودية عن إدارة شئون الحج، بالله عليكم لما حريق في فندق كبير في مكة يحدث بعد حادث رافعة الحرم المكي ثم نسمع عن احتراق اتوبيس حجاج ثم تأتي كارثة مني بهذا العدد الضخم من الشهداء.. أليست هذه الحوادث تطرح معها أكثر من علامة استفهام إذا افترضنا أنها ليست قضاء وقدرا؟.. أكيد أن هناك أصابع خفية وراء هذه الأحداث لم نعرف هويتها.. وكون أن تخرج علينا أصوات شاذة تطالب بإبعاد المملكة عن إدارة شئون الحج وتمثيل عدد من الدول الإسلامية بإدارته.. أليست لهذه الأصوات مصلحة في إفشال موسم حج هذا العام حتي يكون هناك مبرر لطلبها.. والله عار علي الدول الإسلامية أن تسكت.. المفروض أن يصدر بيان عن الأمة الإسلامية يستنكر هذه النغمة النشاز فالسعودية الحاضنة للحرمين لم تبخل لا بمالها ولا بعقلها أو فكرها في تجديد وتوسعة وعمارة الحرمين إلي جانب ما تقدمه للإسلام والمسلمين خلال العمرة والحج.. - علي أي حال نحن في انتظار تقرير لجان التحقيق التي أمر بتشكيلها ولي العهد الأمير محمد بن نايف وبوصفه وزيرا للداخلية سوف يركز علي الجانب الأمني فقد تصدق مخاوفنا وساعتها يكشف لنا عن الأصابع الخفية إن لم يكن حادث « مني « قضاء وقدرا بسبب التدافع.. الذي أعجبني أن ولي الأمر الملك سلمان بن عبد العزيز لم ينتظر التحقيقات فبحكم موقعه كمسئول عن ضيوف الرحمن أقال شخصيات من ذوي المكانة لها علاقة بالحج، فأصدر مرسوما ملكيا بإعفاء وزير الحج وخمسة من القيادات الأمنية من مناصبهم من بينهم أمين بلدية مكةالمكرمة علي خلفية حادث مني..