وقفت سيدة في العقد السادس من عمرها ومعها كلبها تشاهد ماحدث أمس الاول في 03 شارع يعقوب من ميدان لاظوغلي امام مقر جريدة العربي الناصري نظرت الي صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر المطلة علي باب الجريدة قالت »عيب« علي هؤلاء ان يكونوا ورثة الفكر الناصري. وظلت تتابع تطورات المشادات بين جبهتي الصراع داخل الحزب الناصري، وعندما يئست من الوصول الي نتيجة غادرت المكان وهي تقول »الله يرحم عبدالناصر«. كان ماحدث امام جريدة العربي الناطقة باسم الحزب الناصري اولي حلقات الصراع الذي لن ينتهي قريبا بين سامح عاشور النائب الاول لرئيس الحزب واحمد حسن الامين العام للحزب فكل منهما يدعي بطلان اجراءات الطرف الاخر في السيطرة علي مقاليد الامور داخل الحزب. اختار سامح عاشور وجبهته ان تكون أولي المواجهات في مقر الجريدة بعد ان اصدر منذ عدة ايام قرارا باقالة احمد حسن من منصبه كمدير عام للجريدة، توجه صباح اول امس برفقته د. محمد ابوالعلا نائب رئيس الحزب وتوحيد البنهاوي مساعد الامين العام وعدد لابأس به من المحامين الذين قالوا انهم اعضاء في الحزب ودخلوا الي مقر الجريدة وسيطروا علي جميع المكاتب.. هرع احمد حسن فور علمه بالخبر واصطحب معه عددا من اعضاء الحزب واغلق الابواب الخارجية للجريدة بالجنزير والقفل ووضع كرسيا وجلس امام الباب واستدعي الشرطة التي رفضت التدخل في الازمة وظلت علي الحياد حتي لايتم حسابها مع احد الاطراف.. تبادل الطرفان الاتهامات بالبلطجة واستخدام الاسلحة لارهاب الطرف الآخر، وسرعان ماتطورت الامور عندما قام عدد من انصار عاشور باقتحام البوابة الخارجية التي اغلقها حسن. تأزم الموقف من جديد ووقف الصحفيون يدافعون عن مقر جريدتهم ورفضوا دخول أي من انصار الجانبين الي داخل المقر وقالوا ان هذا »باب رزقهم«.. وظهر محسن عطية امين التنظيم السابق بالحزب وعضو مجلس الشوري في الصورة وبدأ مرحلة من المفاوضات المطولة بين الجانبين وظل يدخل ويخرج من مقر الجريدة الي ان نجح في اقناع حسن وعاشور ان يجلسا معا دون وجود اي شخص آخر معهما، واتفقا علي ان يجلسا في المكتب المجاور للجريدة. وبعد ثلاث ساعات من المفاوضات اتفق الجانبان علي عدة بنود لانهاء الازمة وبالفعل وقع سامح عاشور علي هذه البنود . حصلت »الاخبار« علي نسخة من هذا الاتفاق فيما أقسم احمد حسن بالطلاق علي انه لن يوقع الا داخل مكتبه. وتوجه الاثنان معا الي باب الجريدة وظلا واقفين امامه مدة تزيد علي العشر دقائق حتي يفتح المجموعة التي في الداخل الباب وهنا ثارت ثورة حسن ورفض البقاء فيما ظل عاشور علي الباب يحاول اقناعهم بفتح الباب والدخول اليهم وبعد خمس دقائق اخري هدد عاشور بالانصراف اذا لم يفتحوا الباب وبعد ان دخل عاشور الي ابوالعلا والبنهاوي دارت بينهما مناقشات حادة حول الاتفاق الذي توصل اليه عاشور وظهر تمسك ابوالعلا بالمنصب الذي منحه عاشور اياه كرئيس لمجلس ادارة الجريدة . وفي منتصف الليل خرج سامح عاشور منفردا ليتلو بيانا جاء فيه انه حرصا علي وحدة الحزب وانهاء لجميع اشكال الاختلاف تم الاتفاق علي ان يتولي النائب الاول لرئيس الحزب مهام رئيس الحزب وفقا للائحة وتشكل لجنة عليا برئاسة النائب الاول ونواب الرئيس والامين العام وأمين التنظيم واثنين ممن تختارهم اللجنة للاشراف علي الانتخابات الداخلية ومراجعة كشوف العضوية وان تتم الانتخابات وفقا لكشوف العضوية في عام 7991 بعد سداد الاشتراكات وان يعقد المؤتمر العام في 32 يوليو 1102 وان الطرفين اتفقا علي ان المقر المركزي وجميع مقار الحزب الفرعية مفتوحة لجميع الاعضاء دون استثناء وان يتولي مجلس ادارة جريدة »العربي« ادارة شئون الجريدة علي النحو المبين في اللائحة. وعندما سئل عاشور هل وقع حسن علي الاتفاق قال »اسألوه« وعندما طرح السؤال علي حسن داخل مكتبه قال »اننا استرددنا الجريدة وخلاص«. ويبدو ان الصراع بين عاشور وحسن لن يكتب فصله الاخير قريبا وان الساحة ستشهد مواجهات جديدة.