نعم نحن نخاطب أنفسنا، نتحدث مع بعضنا البعض وكأن الحقائق التي نعايشها غائبة عنا، لابد أن نعترف كإعلاميين بكل شجاعة، ولابد أن تعترف كافة أجهزة الدولة، بأننا فشلنا فشلا ذريعا في نقل الصورة الحقيقية لما جري في مصر قبل وبعد 30 يونيو للعالم الغربي، ولابد أن نعترف بكل شجاعة وحسرة في ذات الوقت أن الجماعة المصنفة إرهابية بحكم القانون، وتنظيمها الدولي نجحا في تشويه الحالة المصرية الشعبية الجماهيرية التي نزلت في 30 يونيو لتزيح حكم الفاشية الدينية عن كاهل مصر التي كانت في طريقها لأن تكون ليبيا وسوريا واليمن والصومال والعراق وغيرها من بؤر التوتر والتمزق الساخنة التي طحنتها يد الإرهاب العميل لأجندات تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ !.. من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقول بمرارة في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشارة الألمانية ميركل إن لدينا تقصيرا في نقل وتوضيح الصورة الحقيقية للحالة المصرية لحكومات وشعوب الدول الغربية، وقد نبه العديد من الكتاب والمفكرين والمثقفين إلي هذا التقصير عشرات المرات لعل يكون اهتمام الحكومة وأجهزة الدولة المعنية علي نفس القدر من مسئولية مخاطبة العقل الغربي ونقل الحقائق المجردة له بما ينسف تلك الأكاذيب والصور المفتعلة المضللة التي ينقلها إليه الطرف الكاذب الممول من دول لها مصلحة مباشرة في أن تبقي مصر بنظامها الجديد محلك سر لا تتقدم خطوة واحدة في استكمال دولتها المدنية الحديثة، أو تستكمل بناء مؤسساتها الدستورية وفق استحقاقات خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها !.. الرئيس السيسي يجب أن يحمل علي الأعناق بجد لأنه يتكفل بتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة والصور الخاطئة، والوقائع المفبركة المزيفة لكل زعماء وشعوب الدول التي يسافر إليها كما فعل مؤخرا في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية والمباحثات الثنائية التي جرت بينهما، حتي وإن كان قد شاب تلك المباحثات نقاط خلاف بسيطة بشأن أحكام الإعدام التي تصدرها المحاكم المصرية في قضايا تتعلق بالتخابر والتجسس والإرهاب، المهم أن الرئيس وحده يتحمل هذا العبء في غياب حقيقي للأجهزة المنوط بها القيام بهذا العمل، ولا أقصد الأجهزة الرسمية فقط في الدولة، بل أقصد كل مكونات المجتمع المدني الوطنية الشريفة، وكل أجهزة الإعلام المملوكة لرجال المال والأعمال التي يجب أن يكون لها دور وطني قومي يفوق دور تغطية زيارات الرئيس للخارج، أو التكفل بتكلفة الوفود الشعبية التي تسافر لدعم ومساندة الرئيس في جولاته الخارجية كما حصل في ألمانيا مؤخرا. الهيئة العامة للإستعلامات محتاجة وقفة جادة وصارمة وحازمة من الدولة، وقد قلنا ذلك لأن هناك خللا في بنية تلك الهيئة ومكاتبها في الخارج، خللا في تقليص تلك المكاتب والأطقم العاملة بها، خللا في اختيار الملحقين الإعلاميين والثقافيين في سفاراتنا بالخارج، خللا في المنظومة الإعلامية بالدولة والقطاع الخاص أمام مجموعة قنوات تمولها دول معادية تخاطب الغرب بلغته وتنقل له صورا مغلوطة وغير صادقة، نريد قنوات مباشرة تنقل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة للغرب المغرر به، نريد انتفاضة إعلامية حقيقية منظمة ممنهجة ننقل بها آمالنا وطموحنا وواقعنا المعرض كل يوم للاغتيال علي يد الإرهابيين، حروب الجيل الرابع يا سادة أدواتها الإعلام في السموات المفتوحة، والشبكة العنكبوتية التي غيرت وجه الحياة علي الأرض، الشعوب في الغرب هي التي تأتي بحكامها، ولابد أن يكون اهتمامنا الأول بتلك الشعوب الضاغطة بالصوت في الصندوق الانتخابي.