عقب قيام وزارة الداخلية بفض إعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة, إنطلقت بعض وسائل الإعلام العالمية, وعلي لسان بعض الشخصيات الدولية تصريحات معادية تحمل إدانة لفض الاعتصام وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن الدور المطلوب من الإعلام المصري لتوصيل الصورة الصحيحة عن مصر أمام العالم. في البداية يقول د.صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام: للأسف نحن نخاطب الخارج في العديد من قضايانا بعيدا عن المنطق والمهنية مما يجعلنا نخسر القضايا لأننا نخاطب الخارج بأسلوب الداخل ونفقد آليات المخاطبة المهنية للجمهور الخارج فلابد أن نخاطب الخارج بلغته ونستخدم الاستمالات الموضوعية ونبتعد عن استخدام الاستمالات العاطفية لأننا نفتقد القائم علي الاتصال المتخصص في مخاطبة الخارج, ويضيف معظم القائمين علي الإعلام الخارجي يسافرون للخارج بدون اختبارات حقيقية, فالاختيار للكبار يكون بدوافع اقتصادية أو لقرب انتهاء مدة خدمتهم وللصغار يكون بالمحسوبية وليس بالكفاءة. كما ان إدارة هيئة الاستعلامات تحتاج الي إعلامي محترف يعني ويدرك خصائص وأسلوب إدارة السياسة الإعلامية في الخارج خاصة انه كان من الخطأ نقل تبعية الهيئة من وزارة الإعلام لرئاسة الجمهورية فيجب عودتها للإعلام او استحداث كيان مستقل يقوم بدوره الفعال ليناسب تطورات تكنولوجيا الاتصال, ويؤكد قائلا: لهذا فلابد من مخاطبة الخارج بشكل محترف ومن جانب محترفين وان نبدأ تلك الخطوات سريعا. تقول د.ليلي عبدالمجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة الاهرام الكندية أنه ينبغي علي مكاتبنا الإعلامية في الخارج أن تبدأ في إعداد مواد فيلمية عن الأحداث بكل لغات العالم ونقوم مع سفاراتنا بحجز مساحات إعلانية في وسائل الإعلام العالمية لنشرها. وعقد اجتماعات مع مراسلي الصحف ووسائل الإعلام العالمية في مصر وإمدادهم بمواد مصورة عن الأحداث التي جرت, ويمكن إستغلال شبكات التواصل الإجتماعي لوضع هذه المواد والصور عليها. وتري أنه لا يكفي أن تقوم وزارة الخارجية وحدها بتحمل هذا الدور ولكن لابد لجميع الأجهزة المعنية المشاركة فيه, هذا علي المستوي القريب, وعلي المستوي البعيد, فالمطلوب أن يكون لدينا قناة تليفزيونية إخبارية قوية باللغات الاجنبية ولا تكون مملوكة للدولة لأن الطابع الرسمي قد يفقدها تأثيرها, وتقوم هذه القناة بنقل الحقيقة للعالم بكفاءة وبنفس لغته ومنطقه, ويمكن التنسيق مع المصريين المغتربين في الخارج ليقوموا بدورهم بتقديم الصورة الصحيحة عن مصر. وقالت د.هويدا مصطفي رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام: لقد تأخرنا كثيرا في الإعداد لموقف مثل الذي نعيشه الآن فلابد من استحداث مركز قوي لمخاطبة الجهات الخارجية لتعويض ما فاتنا من تقصير في حدث فض اعتصاما رابعة والنهضة فقد كانت المعلومات والصور التي تظهر الوجه الحقيقي متوافرة ولكن التقصير من الإعلام المصري وعدم استخدام أدوات الإقناع كان سببا في الصورة غير الحقيقية التي ظهرت للخارج وتؤكد علي ضرورة وجود ردود جاهزة وان نبادر نحن أولا ولا ننتظر لنكون رد فعل لأننا لا نستطيع توظيف أدواتنا بشكل صحيح ولذلك نادي بتأسيس كيان مستقل لمخاطبة الخارج حتي لا يتدخل الاعلام الداخلي مع الخارجي ويتفرغ لمخاطبة العالم طالما ان هيئة مثل الاستعلامات لم تستطع ان تقوم بدورها المفروض وتستخدم المصطلحات كالشفافية التي تم بها فض الاعتصام علي الهواء وامام العالم كله ولدينا من الصور والأدوات التي كان يمكن توظيفها بشكل يوضح الحقائق. وتقول الكاتبة والناقدة د.عزة هيكل: لابد أن نتوجه للرأي العام الخارجي وللقوي المستقلة لشرح الحقيقة, لأن الإعلام الغربي غير حيادي وغير مهني ينتقي أخبارا وصورا وتصريحات بعينها تصب في صالح أفكار إستعمارية, وتطالب هيئة الاستعلامات بضرورة شن حملة دولية تعرض الصور الحقيقية فقط دون أي تعليق, وعقد مؤتمرات في جميع المكاتب الإعلامية في جميع دول العام ودعوة منظمات حقوقية ومعارضة سياسية لكشف المؤامرة التي تمت بأيد امريكا وحلفائها. وتدعو وسائل الإعلام إلي أن تلتزم بالحيادية المهنية والوطنية المصرية وتنحي التوجهات السياسية والحزبية في الفترة الراهنة, وأن تقوم وزارتي الإعلام والثقافة بتسجيل أفلام تسجيلية وثائقية يتم بثها إعلانات مدفوعة الأجر في القنوات والمحطات التي تدعي المهنية مثل فرنسا 24 وسي ان ان وإذا رفضت تلك القنوات بث هذه الإعلانات الوثائيقية يتم فضحها عالميا. كما تطالب الصحف والمكاتب الصحفية بالدول المحورية والدول التي تحيك مؤامرات والتي تقف موقف المتفرج أن تبدأ تلك المكاتب في عقد ندوات ونشر إعلانات توضح عبر الصور والوثائق ما حدث, وعقد لقاءات مع شخصيات وطنية ممن تضرروا من المرحلة السابقة. ومن شهود العيان أثناء فض اعتصام رابعة يقول د.عبد الله زلطة استاذ الاعلام عن واقعة حقيقية رآها بنفسه: شاهدت معاملة سيئة للمراسلين الأجانب وعدم اهتمام بهم أثناء فض الاعتصام حتي انه تم طرد المراسلين اليابانيين من موقع الحدث وبالطبع لا يمكن ان نلوم الأمن لان لديه دور مهم يقوم به ويبذل مجهوده في هذا الدور, وكان لابد من المتابعة من المركز الصحفي للمراسلين لتسهيل مهام المراسلين الأجانب ومتابعتهم والاهتمام بهم ومعاونتهم وتخصيص هاتف بالمركز الصحفي ومقره بالتليفزيون كي يتمكن أي مراسل اجنبي من تغطية الحدث والتعامل مع بلده لإظهار الصورة الحقيقية.