حذرت حكومة الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج لوران جباجبو من خطر اندلاع "حرب اهلية" في بلاده حال لجوء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) إلي القوة لطرده من السلطة. وقال اهوا دون ميلو المتحدث باسم حكومة جباجبو إن "ساحل العاج ارض مهاجرين"، واشار إلي "ان كل دول (غرب افريقيا) لديها رعايا في ساحل العاج، ويعلمون انهم اذا هاجموا ساحل العاج من الخارج، فسيتحول الامر الي حرب اهلية في الداخل". وتساءل دون ميلو "هل بوركينا فاسو مستعدة لقبول عودة ثلاثة ملايين من مواطنيها" من ساحل العاج الي بلدهم الاصلي؟ واضاف "شعب ساحل العاج سيتجند" في وجه الضغوط التي "تؤجج وطنيته".واعتبر دون ميلو تهديد (ايكواس) "غير مقبول"، منددا "بمؤامرة من الكتلة الغربية بقيادة فرنسا". علما بأن مصدرا دبلوماسيا في ابيدجان كان قد أشار قبل ايام إلي أن "المجتمع الدولي فوض الأمر" في أزمة ساحل العاج إلي (ايكواس) في حين قال مؤخرا وزير التعاون الفرنسي هنري دي رينكور إن اللجوء المحتمل للقوة هو من مسئولية قادة الدول الافريقية. في السياق ذاته، أعلن جان ماري اهوزو وزير خارجية جمهورية (بنين) - الواقعة في غرب افريقيا- أن رئيس بلاده ورئيسي سيراليون والرأس الاخضر سيزورون غدا الثلاثاء ابيدجان لابلاغ جباجبو باسم (ايكواس) "ضرورة تنحيه (عن السلطة) بأسرع ما يمكن والا فانه سيواجه القوة العسكرية الشرعية". وكانت المجموعة قد اعلنت بعد قمة لرؤساء الدول الاعضاء أنها سترسل وفدا رسميا رفيع المستوي كبادرة اخيرة لجباجبو قبل اتخاذ المجموعة للمزيد من التدابير لكنها لم تحدد حينذاك موعدا محددا للزيارة. في تطور آخر، قالت مفوضية الاممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين إن نحو 14 ألف شخص فروا من ساحل العاج الي ليبيريا المجاورة بعد أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات. وأشارت إلي أن عدد اللاجئين الفارين يزداد وأن احتياجاتهم الانسانية تزداد. وأوضحت أن الامدادات الغذائية ليست كافية علي الرغم من جهود الحكومة الليبيرية ووكالات الاغاثة لتوفير المزيد منها. كما اعربت عن قلقها بشأن تقارير افادت ان بعض عناصر (القوات الجديدة) المتمردة سابقا والتي تسيطر علي شمال ساحل العاج تمنع الناس من العبور بحرية الي ليبيريا مما يجبر اللاجئين علي تحويل مسارهم لتطول رحلتهم 80 كيلومترا اضافية نحو الجنوب. ودعت إلي "حماية المدنيين واحترام حق طلب اللجوء دون اعاقة." في غضون ذلك، نصحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية جاليتها في ساحل العاج بالمغادرة بسبب ما وصفته بالوضع الأمني الخطير للغاية. واشارت في بيان إلي ان نحو 150 كوريا جنوبيا يقيمون في ساحل العاج. علي صعيد آخر، نفت انجولا أمس ارسالها لمرتزقة إلي ساحل العاج لدعم جباجبو واتهمت الأسرة الدولية بدفع هذا البلد إلي الحرب بسعيها لطرد جباجبو من السلطة. وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة آلان روي قد اشار إلي بعثة المنظمة الدولية في ساحل العاج تحققت من وجود مرتزقة في معسكر جباجبو.