من الطبيعي ان تأتي في مقدمة اغراءات المشاركة في فعاليات سوق لندن السياحي اعداد السياح البريطانيين الذين يقومون برحلات سياحية إلي كل انحاء العالم. ان هذه الاعداد تدور حول 06 مليون بريطاني يقضون جانبا من اجازاتهم سنويا خارج بلادهم ينفقون خلالها عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية. وفي دورة هذا العام لسوق لندن ساد التفاؤل التوقعات المستقبلية لحركة السياحة البريطانية علي ضوء التحسن الذي تشهده المسيرة الاقتصادية رغم الاجراءات التي لجأت إليها حكومة المحافظين لخفض الانفاق من اجل اصلاح العجز في الموازنة العامة. لقد طالت هذه الاجراءات الاقتصادية البريطانية صناعة السياحة من خلال الضريبة التي تم فرضها علي تذاكر السفر بالطائرات . ان خبراء السياحة والسفر يرون ان هذه الضريبة ورغم سلبيتها فانها لن توقف تصاعد الاقبال علي السفر إلي الخارج خاصة الي مصر علي اساس ان التأثير سوف يشمل نسبة الزيادة المتوقعة. واذا كان المشاركون في سوق لندن متفائلين بانتعاش المواسم السياحية التي سوف يشهدها عام 1102 إلا انهم في نفس الوقت ايدوا قلقهم من تداعيات نشوب الازمة الاقتصادية في ايرلندا وانعكاساتها علي اقتصاديات منطقة اليورو الاوروبية التي تعد من الاسواق الرئيسية المصدرة للسياحة. ولا جدال ان الاجراءات العاجلة التي تم اتخاذها من الاتحاد الاوروبي لمواجهة هذه الازمة الجديدة التي تأتي بعد ازمة اليونان قد ادت إلي اعادة الثقة للاوضاع الاقتصادية الاوروبية وهو ما يشير إلي ان التأثيرات ستكون محدودة. وقد كان التواجد في سوق لندن السياحي فرصة لتصعيد حملات الترويج والتسويق علي ضوء النجاحات التي يحققها هذا الحدث لصالح السياحة . لقد اوضحت البيانات ان دورة العام الماضي للسوق والتي صاحبت الاحتفال بالعيد الثلاثين قد حققت عقد صفقات سياحية قدرت بمليار و931 مليون جنيه استرليني. تواكبا مع هذه الاهمية فقد كان مهما ان يتوافق معها التواجد المصري من خلال الوفد الذي رأسه زهير جرانة وزير السياحة . وفي هذا الاطار جاء الجناح المصري الذي اقيم علي شكل معبد فرعوني علي نفس المستوي حيث ضم بين جنباته بطريقة جمالية مواقع ل 86 شركة سياحية وفندقية مصرية. لقد كانت الفرصة متاحة امام المشاركين المصريين للالتقاء ب 64 الفا من محترفي العمل السياحي الذين تواجدوا ضمن فعاليات واجنحة السوق علي مدي الاربعة ايام التي استغرقتها . ولا يفوتني ان اشير إلي جمال اللوحة التصويرية التي زين بها جانب كامل من الجناح المصري والتي صورت الجمال الذي تتسم به الرحلات البحرية السياحية في بحيرة ناصر من اسوان وحتي ابوسمبل.. وبهذه المناسبة تم دعوة مصر للمشاركة في مهرجان النرويج السياحي والثقافي الذي سيقام لمدة يوم واحد فقط في شارع ريجنت الشهير بقلب مدينة لندن. وقد جري الاتفاق بين عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة وعماد عزيز رئيس مجلس ادارة مجموعة فنادق سافوي في شرم الشيخ للمشاركة في متطلبات تمثيل مصر في هذا الحدث. من ناحية اخري ركز وزير السياحة المصري خلال لقاءاته مع كبار المنظمين للرحلات السياحية وبرجال الاعلام إلي ان مصرتولي حاليا اهتماما بمستوي التدريب للعاملين في الانشطة السياحية. قال انه وتعظيما لهذا التوجه تقرر تأسيس المركز القومي للتدريب بالتعاون مع الغرف السياحية. يستهدف برنامج عمل هذا المركز تحسين جودة المنتج السياحي المصري بما يضمن راحة السياح واستمتاعهم بزيارة مصر. كما اكد الوزير استمرار استراتيجية الحوافز التي تقدم لشركات الطيران العاملة التي تقوم بتسيير رحلاتها إلي المناطق السياحية الجديدة التي تتضمن الخطة السياحية تنميتها. في نفس الوقت تم الاتفاق علي مواصلة مشاركة منظمي الرحلات في تحمل اعباء الحملات الدعائية التي يتم تنظيمها عن مصر. وفي هذا المجال يقول جرانة ان الدولار الذي يتم انفاقه علي الدعاية والترويج لمصر يحقق عائدا يصل إلي 221 دولارا وهو ما يمثل نجاحا كبيرا للحملات الدعائية المصرية. ان الجهود المصرية للقطاع الرسمي والخاص في السوق البريطاني يستهدف الارتفاع بمعدلات السياحة البريطانية التي سوف تقترب هذا العام من 5.1 مليون سائح بنسبة 06٪ خلال السنوات القادمة. وهو امر لا اجده مستحيلا.