اختتم اليوم السبت زهير جرانة وزير السياحة زيارته للعاصمة البريطانية لندن بعد مشاركته في الدورة الحادية والثلاثين لبورصة لندن السياحية(wtm) التي تعد واحدة من أهم البورصات السياحية العالمية التي يحرص علي حضورها منظمو الرحلات ووكلاء السياحة من مختلف أنحاء العالم, حيث التقي بمجموعة من كبريات شركات السياحة والسفر البريطانية وهي توماس كوك, مونارك, وغيرهما وتناولت اللقاءات عدة موضوعات حول أهمية السوق الانجليزية بالنسبة لمصر والنمو الذي شهدته الحركة السياحية الوافدة منها, واستعداد الجانب المصري للتنسيق والتعاون التام مع منظمي الرحلات وممثلي شركات الطيران البريطانية( العارضة والمنتظمة) سواء بالنسبة للإعلانات المشتركة مع منظمي الرحلات أو تذليل المشكلات والعقبات التي قد تواجه الطيران العارض في بعض المطارات التي تطبق عليها شروط دعم هذه الرحلات. رسوم المغادرة وتأتي في مقدمة المحاور التي تناولتها جميع اللقاءات فرض الحكومة البريطانية ضرائب مغادرة علي المسافرين من أراضيها, حيث تساءل جرانة عن التداعيات السلبية التي قد يؤدي اليها هذا الإجراء وأكد عدم اعتراضه علي فرض تلك الضرائب, إلا أنه أشار إلي أهمية توحيدها وعدم تباينها من مقصد إلي آخر وكما شدد علي أهمية المطالبة بذلك جماعيا وليس فرديا حيث أن التعاون والتنسيق في هذا الشأن بين جميع الأطراف المعنية مثل المقاصد وشركات الطيران ومنظمي الرحلات ومنظمة السياحة العالمية للوصول إلي حلول من شأنها تقليص الآثار السلبية لفرض تلك الرسوم. وقالت بعض الشركات في هذا الشأن: انه وبالرغم من تلك الأضرار المتعددة, إلا أن الموسم السياحي القادم يبشر بزيادة في الأعداد وأنه من أهم الأسباب الإيجابية لذلك هي مد العمل بقوانين الطيران العارض واستمرار الحملات الإعلانية المشتركة مع منظمي الرحلات والاستقرار الاقتصادي في المملكة المتحدة حيث أفادت بعض الشركات بحدوث زيادة في نسبة حجوزاتها بلغت38%, واكدت اخري أن لديها طلبا متزايدا علي المقصد المصري, وأن هناك اتجاها متزايدا للبريطانيين لزيارة منطقة الساحل الشمالي ولا سيما العلمين ومرسي مطروح, وأفادت إحدي الشركات أنها بصدد إعداد خطة تسويقية وترويجية لتلك المنطقة بالتحديد باعتبارها احدي المناطق الجاذبة للسائح البريطاني حاليا, مشيرة إلي اعتزامها أيضا الترويج لمنطقة الفيوم وتعريف السائح البريطاني بها حيث أوضح جرانة في هذا الخصوص أن هناك عدة مشروعات جديدة في الفيوم سيتم اقرارها خلال الفترة القادمة. زيادة السائحين وأكد جرانة أن مصر حققت12.5 مليون سائح عام2009 و10.7 مليار دولار في الإيرادات, موضحا بأن المعدلات الحالية تشير إلي إمكانية الوصول إلي14.5 مليون سائح في نهاية العام الحالي مشيرا إلي أن السوق البريطانية تحتل المركز الثاني في الأسواق المصدرة للسياحة لمصر حيث زار مصر في الفترة من يناير حتي أكتوبر2010(102060634) سائحا بريطانيا بزيادة قدرها904% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي, ووصلت اعداد الليالي السياحية من السوق البريطانية الي1204950994 ليلة بزيادة قدرها7.7% مقارنة بنفس الفترة مع العام السابق وأكد جرانة من ناحية أخري أنه بالرغم من هذا النمو فأن هناك بعض القلق الذي لا يزال يخيم علي الأجواء, حيث أن هناك عدة دول في الاتحاد الأوروبي مازالت تعاني بعض الظروف الاقتصادية الحادة منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية, حيث وصل عدد شهور المعاناة إلي26 شهرا حتي الآن, وان الوزارة وهيئاتها لديها خطة عمل مكثفة للوصول بالزيادة في السوق البريطانية إلي نسبة60% خلال السنوات الثلاث القادمة, إلا أنه ومع فرض الحكومة البريطانية ضرائب المغادرة, قد يؤدي ذلك إلي عرقلة الطموحات بالوصول إلي هذه النسبة. أهمية القطاع السياحي وأشار جرانة الي أهمية القطاع السياحي في المساهمة في تحقيق الرخاء للشعوب ودفع العجلة الاقتصادية للبلاد من خلال توفير فرص عمل جديدة والحد من مستوي الفقر وزيادة الناتج القومي للبلاد, وهو ما يدعو إلي ضرورة عدم فرض أي معوقات قد تحول دون تحقيق ذلك مشددا علي أن القطاع السياحي المصري الحكومي والخاص علي السواء لن يألو جهدا في استثمار الوقت والجهد والمال لدفع تلك العجلة من خلال الارتقاء بمستوي الخدمة وكذلك العاملين في هذا القطاع الحيوي, وأنه سيتم تبني أي شكل من أشكال التعاون البناء بين الأطراف السياحية المختلفة لتحقيق ذلك. وأكد جرانة أن كل دولار يتم إنفاقه علي الحملات الدعائية والإعلانية يحقق122 دولارا في العائدات الإيرادية. الرحلات النيلية وقال جرانة عن أسباب إلغاء الرحلات النيلية الطويلة إن هناك اعتبارات عديدة تم أخذها في هذا الشأن منها انخفاض منسوب المياه في النيل وحيث أن هناك282 فندقا عائما في النيل الآن, ولابد من مراعاة المعايير التي أرستها منظمة السياحة العالمية لإعادة تصنيف جميع الفنادق لضرورة مطابقتها للمواصفات العالمية بالإضافة إلي ضرورة تحديث المراسي علي ضفاف النيل وإنشاء البعض الآخر مشيرا إلي أهمية الأقصروأسوان كمناطق أثرية وسياحية مهمة تسهم في إثراء ثقافة الشعوب مشيرا إلي أنه يوجد في مصر الآن220 الف غرفة و212 الفا أخري تحت الإنشاء منها70 الفا علي ساحل البحر المتوسط... وأضاف انه تم رصد مبالغ إضافية لبعض المناطق في البحر الاحمر منها سفاجا والغردقة وهو ما يتفق مع اتجاهات القطاع السياحي بتنويع المنتج السياحي المصري مثل السياحة البيئية والصحاري وسياحة الاستشفاء حيث الموارد الطبيعية التي تتمتع بخصوصية لا مثيل لها. تدريب العاملين وأوضح جرانة انه تم الحصول علي موافقة رئاسة الوزارة لإنشاء المركز القومي للتدريب وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والغرف السياحية المختلفة لتوفير أرض صلبة يتم تدريب العاملين في القطاع من خلالها وذلك لتحسين الجودة في الخدمة والارتقاء بهذا القطاع والذي يعتبر أحد أهم الشرايين الحيوية لاقتصاد البلاد. قمة الوزراء وعلي هامش المشاركة في بورصة لندن شارك زهير جرانة وزير السياحة في قمة الوزراء التي نظمتها منظمة السياحة العالمية(UNWTO) والتي حضرها عدد كبير من وزراء السياحة, حيث خيمت قضية فرض الحكومة البريطانية رسوم مغادرة في مطاراتها علي جزء كبير من المناقشات بالاضافة الي مناقشة الحركة السياحية العالمية حيث أفاد تقرير المنطمة بأن عدد السائحين انخفض بحوالي15 مليون سائح في الفترة من يناير حتي أكتوبر من العام الحالي وذلك نتيجة للظروف الاقتصادية التي مازالت تعاني منها بعض دول الاتحاد الأوروبي. أهمية السياحة وأكد الوزير المصري أثناء اجتماع القمة اهمية دور صناعة السياحة في اثراء حياة الشعوب ومساهمتها في زيادة الناتج القومي للدول باعتبارها احدي أهم ركائز اقتصاديات الدول موضحا بأنه تم توفير300 ألف فرصة عمل جديدة في مصر وذلك نتيجة مباشرة للسياحة البريطانية الوافدة إلي مصر. وألتقي جرانة بمجموعة من شركات السياحة والطيران البريطانية حيث أجري لقاءات مع شركةTuiUK ووفد اتحاد منظمي الرحلاتABTA,FTO شركةvoyagesJules RedSeaHolidays,Vern وشركةBritishAirways, حيث أكد جرانة خلال جميع لقاءاته مواصلة الوزارة الحملات الاعلانية المشتركة مع منظمي الرحلات ومد العمل بقوانين الطيران العارض وتحديث الموقع الالكتروني للوزارة وتكثيف الحملات التسويقية. المعايير الفندقية وذكر جرانه أنه ناقش مع وزيري التجارة والصحة في مصر إعادة تقييم الفنادق المصرية وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وأهمية التفتيش والمراقبة علي جميع الفنادق بدءا بسلسلة الموردين وإخضاع جميع العناصر في الفنادق للضوابط اللازمة فيما يتعلق بالحفاظ علي صحة وسلامة السائحين, كما أشار جرانة إلي أن محطات التحلية الخاصة بالفنادق تخضع لأساليب علمية وأن الوزارة قامت بايفاد مجموعة من القائمين علي الفنادق في مصر إلي فرنسا وذلك للتعرف علي الأساليب والمعايير الواجب العمل بها, كما أنه سيتم إيفاد مجموعة أخري إلي النمسا لنفس الغرض بالإضافة إلي التعرف علي السبل المثلي لتطبيق المعايير الصحية الدولية, موضحا أن الحكومة قامت برصد مبالغ إضافية للتعامل مع مشكلة النظافة وإتباع أحدث الأساليب للتخلص من المخلفات وإعادة تدويرها. المركبات السياحية وقال جرانة عن مخالفات المركبات السياحية بأنه يتم فرض غرامة قدرها20 الف جنيه مصري علي الناقلات السياحية المخالفة, وفصل السائقين في حالة تكرار المخالفات وفرض غرامات تصل إلي100 الف جنيه مصري علي الشركة وقد تصل العقوبات الي حد إلغاء رخصة الشركة المخالفة. الحملات التسويقية وأشارت بعض الشركات إلي أن هناك تغييرات عديدة في السوق السياحية البريطانية الآن ولاسيما مع تطور اتجاهات واحتياجات السائحين, إلا أن مصر لاتزال أحد أفضل المقاصد المطلوبة للسائحين البريطانيين, وأبلغ دليل علي ذلك هو قيام بعض الشركات بزيادة عدد مقاعدها الي مصر في الموسم السياحي القادم بنسبة50% وأن مدينة الأقصر ستشهد بزيادة قدرها33% خلال الموسم القادم. كما أفادت شركةBritishAirways بزيادة عدد ركابها إلي مصر بنسبة4% والإيرادات بنسبة1% في الفترة من أبريل حتي سبتمبر2010 وأن هناك نموا ملحوظا في عدد الركاب للعام القادم تتمثل في زيادة الحجوزات الي مصر بنسبة44%, كما أن الأعداد ستزيد بنسبة70% إلي مدينة شرم الشيخ في الفترة من أكتوبر2010 حتي سبتمر2011 وكان ذلك نتيجة للحملة الدعائية والإعلانية التي قامت بها الشركة علي شبكة الإنترنت خلال شهري سبتمبر وأكتوبر, حيث كان ترتيب المقصد المصري الأول كمقصد يرغب السائح البريطاني في التوجه إليه, مما يؤكد بدوره أهمية الحملات الدعائية والإعلامية للترويج والتسويق للمقصد المصري. وأكد جرانه أن الطلب علي المقصد المصري لايزال في تصاعد بالنسبة للسياحة البريطانية الوافدة, إلا أن السعر يعد أحد أهم العوامل الرئيسية في اتخاذ السائح قرار السفر, كما أن هناك تخوفا من ضريبة المغادرة التي فرضتها الحكومة البريطانية علي المسافرين. وأكد أن جميع اللقاءات التي أجراها كانت إيجابية للغاية, وأشاد الجميع بالتعاون مع المكتب السياحي المصري في لندن برئاسة السيد خالد رامي وعضوية السيدة رشا العزايزي الملحقة السياحية في المملكة المتحدة. وأشار جرانة إلي أنه إذا ما تم توحيد ضريبة المغادرة علي جميع المقاصد ستزيد المعدلات بصورة كبيرة وشدد جرانة علي أهمية عدم فرض قيود تحول دون تحقيق المساعدات الواجبة لدفع حركة التنمية في الدول النامية. وجدير بالذكر ان السوق البريطانية تعتبر احدي أهم الأسواق المصدرة للسائحين في مصر, حيث تعد مصر نقطة ارتكاز حيوية بالنسبة لانجلترا في الشرق الأوسط وذلك علي المستويات السياسية والثقافية والتعليمية والاقتصادية وتعد بريطانيا من أكبر الدول المساهمة في مشروعات عديدة تتعلق بالبنية الأساسية في مصر, كما أنها تعد ثالث دولة بعد ألمانيا وإيطاليا استيعابا للصادرات المصرية كما تخطت الاستثمارات البريطانية في مصر ال20 مليار دولار في مجالات البترول, الغازات,القطاع المالي, الصناعة, تكنولوجيا المعلومات,الصحة والسياحة, وذلك في مناطق البحر الأحمر, العين السخنة, رأس سدر ويقع ترتيب السياحة البريطانية في مصر الثاني وذلك بعد السوق الروسية, وبالإضافة إلي قيام السائحين الانجليز بزيارة مصر يقوم عدد كبير منهم الآن بشراء وحدات سكنية( منازل اجازات) في مناطق عديدة بالبحرين الأحمر والمتوسط. كما أن هناك نحو20 مطارا في المملكة المتحدة تشهد رحلات إلي منطقة سيناء, و6 مطارات إلي البحر الأحمر, كما أن شركةNewThomson للطيران بدأت أولي رحلاتها إلي أسوان ابتداء من أول نوفمبر الحالي. هذا وقد قام المكتب السياحي في لندن بحث السائحين البريطانيين علي زيارة متحف الفن الإسلامي والذي أعيد افتتاحه خلال الصيف الماضي في منطقة باب الخلق, وكذا القيام برحلات إلي الصحاري المصرية والواحات ولاسيما سيوة والداخلة والخارجة والفرافرة والبحرية والفيوم وهي جميعا مناطق صديقة للبيئة, كما أشار المكتب إلي أن فندق كتراكت في أسوان سيتم افتتاحه خلال الربيع القادم وذلك بعد تجديده والانتهاء من عمليات الإصلاح التي يتم إجراؤها فيه الآن. وسيتم افتتاح ممر الكباش لربط معابد الأقصر والكرنك وهو الطريق الذي يعد من أهم الاكتشافات بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.