مع شروق هذا اليوم وتوافد المسلمين الي ساحات الصلاة والمساجد تلمح بهجة بادية في أعين الكبار والصغار، فهذا يوم النحر تلك الشعيرة التي نتقرب بها الي الله سبحانه وتعالي، وكما قال العلماء إن أفضل مايتقرب به العبد من عبادات مالية هي نحر الأضاحي، لذا فعلي كل قادر ماليا أن يحرص علي هذه الشعيرة ولا يكتفي بمجرد شراء اللحم، وكما نعلم جميعا أن النحر يمتد ثلاثة أيام التشريق، والتي وصفها النبي صلي الله عليه وسلم أنها أيام أكل وشرب وذكر،فنري ربنا سبحانه من أنفسنا مايرضيه عنا، بهجة نتمني أن تدوم العام كله، وتكون بأن نطبق ديننا الحق وحسن الخلق مع الناس جميعا، ونحسن لجيراننا وللأقارب ونمحي من قاموس حياتنا بعض الأمثلة التي تحض علي الفرقة مثل »الأقارب عقارب« و»ياجاري أنت في حالك وأنا في حالي« »واللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع«! ولا ننسي أن ديننا يحض علي الإيثار والتعاون وحب الخير لكل البشر، وحذرنا من الحسد الذي يأكل حسنات الحاسد كما تأكل النار الهشيم. العيد فرصة لتتصافي القلوب وتمتد الأيادي بالمودة لكل الناس بصرف النظر عن عقائدهم، حتي تعود لنا البهجة الحقيقية التي ضاعت منا بسبب أمراض نفسية متعددة أصابتنا إلا من رحم الله بسبب التكالب علي المادة التي أفسدت حياتنا عندما أصبحت هي القيمة الأولي في التعامل. مع نسمات أيام العيد وفرحته أدعو الله أن يسود الحب بيننا حتي نستطيع مواجهة صعاب الحياة ونحقق رسالتنا في عبادة الله سبحانه وتعمير الأرض بكل ما هو جميل. وعيدكم مبارك. ثناء أبو الحمد