يجب ان يتدخل مجلس القضاء الاعلي فورا لوضع حد للجدل الدائر حاليا حول الحكم القضائي الخاص بالنائب العام وحسم الخلاف تماما بشأنها، اقول ذلك بعد ان وصل الخلاف بين القضاة انفسهم الي درجة في غاية الخطورة، وتعدي الامر تلك العناوين البراقة التي يرفعها البعض عن استقلال القضاء الي الفجور في الخصومة بين القضاة انفسهم، وكأنهم وبكل اسف يخربون بيوتهم بأيديهم! استطيع ان اتفهم اسباب الخلافات في اي مجتمع مهني او فئوي الا القضاة، ويمكن لوسائل الاعلام ان تتحدث ما شاءت وباستمتاع عن خلافات عبدالحليم حافظ وفريد الاطرش، كما يمكن ان اتابع باهتمام ما حدث بين المطرب مدحت صالح وبين الفنانة فيفي عبده، ولكني لا افهم ولا اتخيل ان ينزلق اي قاض محترم الي التقطيع في زميله، وتابعت خلال الايام التي تلت حكم قضاء استئناف القاهرة حوارات في غاية السخافة بين قضاة مع وقضاة آخرين ضد القرار، وهكذا كان القضاة انفسهم هم من علق علي الاحكام ووجه ضربة قاسمة لذات مصونة يجب ان تكون فوق الرءوس وفي القلوب. كان أسوأ ما تابعت حواره بين قاض باستئناف القاهرة مع مستشار باستئناف القاهرة وقد سفه كل واحد منهما رأي الآخر، وعلق كلاهما علي حكم القضاء ونال كلاهما من قدسية القضاء ودنس محراب العدالة بهذا السلوك، ولا يقلل من هذه الجريمة ان احدهما كان مهذبا، رقيقا، محترما، غاية الاحترام في حديثه، او ما ساقه من حجج واسانيد! ولا يخفي علي احد ان قضية النائب العام تحولت الي خصومة بين معسكرين من اهل القضاء، ومعركة بين رجال السياسة، كما اصبحت عارا يدين جيلا كاملا من القضاة، ويعيد الي الاذهان معارك مذبحة القضاء 9691 ولكنها هذه المرة مذبحة علي الهواء مباشرة بين القضاة انفسهم!.. أناشد شيوخ المجلس الاعلي للقضاء الاطهار الافاضل ان يتحركوا فورا لوقف هذه المعركة التي تتم في محراب العدالة، ارجوهم: انقذوا البلد واتخذوا اي مبادرة او قرار او تسوية تبعد القضاء عن افاقي العمل السياسي! ويبقي أحلي الكلام.. قال صلي الله عليه وسلم: »القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، رجل قضي بغير الحق فعلم ذلك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضي الحق فذلك في الجنة«.. صدق رسول الله.