تصريحات الدكتور باسم عودة وزير التموين، تثير الدهشة. فمن تحديد 3 أرغفة للفرد.. وعلي البطاقة.. إلي الوعد برغيف جديد 100٪ قمح.. وقد سبق ان كتبنا في هذا المكان ان توزيع الخبز ببطاقة التموين أبشع إهانة للشعب المصري، الذي سيصبح أعجوبة بين شعوب الارض.. وان كنا لم نتناول المشكلات العملية للتوزيع بالبطاقة، مثل من هم الذين لديهم بطاقات، والذين ليسوا في البطاقات، هل سيشترون الخبز من السوق الحرة ب 34 قرشا للرغيف.. وكم سيوفر هذا النظام من دعم الخبز الذي يقال انه مبلغ 24 مليار جنيه. مشاكل ذهاب جزء من دعم الخبز.. رغم أنه من السلع التموينية الاخري.. هو أقل رقم في بنود الدعم.. معروفة.. لقد كان يفترض، في ظل منظومة الخبز التقليدية، ان هذا الجزء يضيع بسبب الدقيق المدعوم يهرب وينخل ويباع بسعر الحر، للفرق الكبير بين السعرين، ولان المخابز تبيع جزءا من انتاجها للمطاعم بسعر أكثر من 5 قروش، مع فاقد الخبز بسبب رداءة القمح والدقيق والملح والخميرة، وأخيرا عدم التهوية.. كل ذلك كان يقلل المعروض، ويطيل الطوابير، ويزيد الخناقات.. منذ سنين قلنا الحل البسيط والعملي: دقيق واحد لكل المخابز »هو الدقيق الحر بسعره«.. ورغيف واحد لكل المصريين.. بمعني ان تسلم المخابز الدقيق بسعره الحر، تنتج الكمية المقررة من الجوال »مائة رغيف« تتسلمه منافذ التوزيع بسعر التكلفة + هامش الربح المناسب »34 قرشا الآن« وتبيعه للمواطن بخمسة قروش. وبذلك لا يوجد مجال لتهريب الدقيق. ثم ان المخابز ستكون حريصة علي جودة الانتاج لان اي فاقد من خبز ردئ سيخصم منها. أما المطاعم فهي تقدم خبزها لزبائنها.. فلتربط علي المخابز بشكل معلوم ويباع لها الرغيف بأكثر قليلا من الخمسة قروش، ولكل حسب مستوي زبائنه ومع ذلك، فقد لا يؤدي هذا النظام إلي وفر يذكر في الدعم، بسبب تزايد أسعار مكونات تكاليف الانتاج. لكن سيساعد علي وفرة الخبز وجودته. اما حكاية رغيف القمح 100٪، فلست أدري كيف سيحققها، ولماذا اصلا ذلك.. هل طوابير الخبز كانت تطالب بذلك، وتهتف : يا رغيف قمح يا بلاش! وبالحساب، وليراجع معنا الدكتور عودة ومستشاروه: ان رغيف الخبز البلدي، حسب القرارات المنظمة لانتاجه وزنه 130 جراما، بنسبة رطوبة لا تزيد علي 26٪، قطره 25 سم، غير ملتصق الوجهين، حسن المنظر، زكي الرائحة.. وليس هذا الموجود حاليا، والذي.. استغفر الله.. هذا الرغيف يحتوي علي دقيق قمح استخلاص 82٪ = 96.2 جرام، من 117.22 جرام قمح * 3 ارغفة للفرد * 84 مليونا تعدادنا في الداخل + احتياجاتنا من منتجات القمح الاخري كالفينو والمكرونة ومخبوزات اخري.. يكون المطلوب 13 مليون طن قمح. بينما انتاجنا حوالي 8.5 مليون طن، علي فرض زراعة 3 ملايين فدان، وهو ما لم نبلغه هذا العام، فالمزروع ما بين 2.5 و 2.7 مليون فدان، وعلي فرض متوسط انتاجية 18 اردبا للفدان.. ولا نعلم إلي اي حد اثرت أزمة الاسمدة هذا الموسم.. من وزارة التموين قد ورد لها حسب قوله 3.7 مليون طن، أو 2.5 مليون طن حسب قول اخر، بسبب القدرة الاستيعابية للتخزين، ناهيك عن الفاقد من هذا التخزين، بسبب سوء شون بنك الائتمان.. لنفترض في احسن الاحوال ان التوريد سيبلغ 4 ملايين طن، وهذا ما ستتحكم فيه الوزارة لسد احتياجاتنا الضرورية.. فاننا سنواجه بعجز 4.13 = 9 ملايين طن.. فكيف ستدبرها يا د. عودة؟ ان الخلط ب 20 ٪ ذرة، يوفر لنا حوالي 2.6 مليون طن، لينقص العجز إلي 10.4 مليون طن.. فلماذا البتر يا وزير التموين.. الذي في عهده سنأكل الخبز بالبطاقة، ومن أين لك تمويل زيادة الاستيراد، والاحتياطي زي ما انت عارف..! ولن اتحدث الآن عن محصول الذرة، وماذا سيفعل الفلاحون به.. أم يهجرون زراعته.. ويزرعون أرزا بدلا منه.. وتتفاقم أزمة المياه.. إحنا ناقصين؟!