علاء عبدالوهاب ما الجديد في إشارات لا يتعب أصحابها من التأكيد مرة تلو الأخري علي أن كوارث السكة الحديد ميراث قديم؟ نبصم بالعشرة علي أن ذلك محل اتفاقنا جميعا، لكن ماذا بعد؟ من يستطيع أن يدلنا علي بداية طريق لإصلاح مرفق الموت؟ من يملك خطة للنهوض المرحلي وفق أولويات صحيحة لوقف نزيف الدماء علي القضبان؟ متي نري بشفافية تامة جدولا زمنيا، تتم المحاسبة في إطاره علي خطوات متدرجة لانتشال هذا المرفق الحيوي من مستنقع الاهمال المزمن؟ متي لا نكتفي باستقالة رئيس الهيئة أو حتي وزير النقل لنري مسئولا بحجم هذا أو ذاك وراء القضبان لانه اكتفي بتقديم العزاء أو بذل الوعود بعد أن تغطي دماء الأبرياء القضبان المتهالكة والفلنكات المتآكلة؟! كيف تتلاقي المسئولية الجنائية مع المسئولية السياسية في نقطة واحدة، بدلا من التعامل مع كل واحدة باستقلال عن الأخري، وكأن ما هو جنائي، وما هو سياسي خطان متوازيان كسكة القطار؟! كيف يكون مجرد مغادرة المكتب إلي المنزل عقوبة كافية لمسئول كان عليه أن يمنع الكوارث ويحارب الإهمال، فلم نر له »كرامات«، ولم نشعر بانجازاته، حتي نستيقظ علي كابوس جديد في عهده، فيستقيل أو يقال؟ إلي متي تنتهي سلسلة المسئولية عند الذين لا يقلون غلبا عن الضحايا سواء أكان عامل تحويلة أو ملاحظ بلوك؟ إلي متي الاستهانة بأرواح المصريين ثم التغني بها في تناقض فاضح يترجم العجز وقلة الحيلة وعدم القدرة علي الفعل؟!