لليوم الثالث علي التوالي واصلت الطائرات الفرنسية قصف مواقع المتمردين التابعين لتنظيم القاعدة شمال مالي وسط أنباء عن مقتل مسئول كبير في جماعة "أنصار الدين" المتمردة. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي "جان-ايف لودريان" ان الضربات الجوية الفرنسية متواصلة حتي يتم وقف تقدم المسلحين بالكامل ودفعهم علي الانسحاب وافساح المجال امام القوات المالية والإفريقية للتقدم وإستعادة السيادة علي أراضي البلاد".؛ من جانب اخر اعلن مصدر امني ان عبد الكريم المعروف باسم "كوجاك" وهو احد كبار المسئولين في جماعة "أنصار الدين" قتل في معارك إستعادة بلدة كونا الإستراتيجية وسط البلاد من ايدي المتمردين. وتحتل جماعة "انصار الدين" شمال مالي منذ يونيو مع مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة "التوحيد والجهاد" في غرب افريقيا. وتضم جماعة أنصار الدين أفرادا من المتمردين الطوارق. ومن جانبهم أفاد سكان محليون ان مدنيين قتلوا في معارك استعادة مدينة كونا الإستراتيجية من ايدي المتمردين وسط مالي.؛ وأوضحوا ان "اطفالا جندهم المتمردون جرحوا، وبعض هؤلاء قتلوا بلا شك خلال المعارك". جاء هذا في حين يرتقب منه وصول طلائع القوات التي وعدت الدول الافريقية بإرسالها الي مالي للإنضمام الي الحملة العسكرية. وتعهدت كل من بوركينا فاسو والنيجر والسنغال بإرسال 500 جندي لكل منها في اطار قوة التدخل الافريقية.؛؛ ووصلت قوات فرنسية من ساحل العاج وتشاد الي باماكو في اطار التعزيزات التي أقرتها باريس في حين ينتظر وصول جنود فرنسيين آخرين من دون ان يحدد موعد وصولهم. وكان الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" قال إن بلاده ستواصل عملياتها في مالي "للإعداد لتدخل بقيادة إفريقية" وستشدد إجراءاتها الأمنية لمكافحة الإرهاب في أراضيها تحسبا لأي هجمات انتقامية. في تلك الأثناء أعلن رئيس الوزراء البريطاني ان بلاده ستزود فرنسا بطائرتين عسكريتين لتقديم الدعم اللوجيستي. وقال بيان رسمي ان كاميرون أكد لأولاند خلال محادثة هاتفية أهمية العمل مع الجيران في المنطقة "لتفادي نشوء معقل ارهابي جديد علي مشارف أوروبا".؛ وكانت الولاياتالمتحدة قد شددت في وقت سابق أهمية مشاركة الجزائر قبل اي تحرك مدعوم من مجلس الأمن بشأن الوضع شمال مالي. وتوجه رئيس الوزراء المالي "ديانجو سيسوكو" امس الي الجزائر يرفقه وفد وزراي كبير لبحث الوضع في بلاده. من جهة أخري قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان متمردي مالي يشكلون خطرا علي بلاده "التي تتحول الي ممر" لإرسال الأسلحة اليهم، متجنبا تقديم دعم واضح للعملية العسكرية الفرنسية في مالي.؛