وصف مدير قسم الابحاث في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) الدكتور حسن قبازرد قرار المنظمة الاخير بالمحافظة علي سقف الانتاج الحالي بأنه قرار صائب مشيرا الي ان القرار شدد علي التزام الدول الاعضاء بنظام الحصص الانتاجية المقررة لها بسبب وجود مخزون فائض من الخام يصل الي 200 مليون برميل. وقال قبازرد في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الكويتية (كونا) امس ان قرار المنظمة يهدف بشكل خاص الي تحقيق التوازن في السوق النفطية العالمية واعادة المخزونات الحالية الي مستويات معقولة. وفيما يتعلق بمستويات الاسعار الحالية رأي قبازرد بأنها تظل معقولة جدا وتشجع علي النمو الاقتصادي ولا تضر باقتصادات الدول المستهلكة وهي في نفس الوقت تشجع المنتجين علي الاستثمار في الصناعة النفطية. واكد ان الاسعار متأثرة الي حد كبير بالارقام الاقتصادية التي يتم تداولها في السوق بشأن النمو الاقتصادي وبخاصة اسعار الدولار وليس لها علاقة بسياسات العرض والطلب في السوق معتبرا ان التوقعات بشأن الافاق المستقبلية للسوق النفطية العالمية هي التي تحدد مستويات الاسعار صعودا و هبوطا. وأوضح ان الحركة الاقتصادية تخضع لضغوط كثيرة بسبب الازمة المالية في الدول الصناعية وانتقالها الي الاقتصاد العالمي مشيرا الي وجود نوع من عدم الوضوح في الرؤية بشأن سوق العملات مما يؤدي الي بعض التجاذب السياسي بالاضافة الي الثقل الذي تسببه الديون الكبيرة في الدول الصناعية. وردا علي سؤال حول تقييم المنظمة لالتزام الدول الاعضاء بالحصص الانتاجية المقررة لها أكد قبازرد الي ان المؤتمر الوزاري الاخير للمنظمة دعا دول اوبك الي ابداء مزيد من الالتزام بالتخفيضات التي اقرت قبل عامين لافتا الي ان التزامات الدول تراجعت الي نسبة 56 في المئة بعد ان بلغت 76 في المئة في عام 2009. وفيما يتعلق بطبيعة الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها المنظمة اوضح قبازرد بأ هذه الاستراتيجية تهدف الي تنظيم مستقبل السوق ووضع مجموعة من الخطط لمواجهة مختلف السيناريوهات المتصلة بالاسعار والصناعة النفطية وغيرها من التحديات التي يمكن ان تواجهها السوق النفطية في المرحلة المقبلة. ولفت الي ان المنظمة لديها استراتيجية قصيرة المدي محددة بخمس سنوات بينما هناك اخري طويلة المدي تستمر حتي عام 2030. وفيما يتعلق بالاجتماع الوزاري القادم اوضح قبازرد في حديثه ل(كونا) انه تقرر ان يعقد الاجتماع القادم في العاصمة الاكوادورية كيتو باعتبار ان الاكوادور ترأس الدورة الحالية للمنظمة. وفيما يتعلق بالطلب علي الخام توقع مدير قسم الابحاث في منظمة اوبك ان يصل مستوي النمو في الطلب العام الحالي نحو 1ر1 مليون برميل في اليوم بعد ان شهد تراجعا في العامين الماضيين فيما يتوقع ان تصل نسبة النمو في العام القادم 2011 مليون برميل في اليوم مشيرا الي ان معظم الطلب علي الخام سيأتي من الدول الناشئة ودول الشرق الاوسط وبعض الدول في امريكا اللاتينية. وتوقع ان تشهد بعض الدول الصناعية بعض النمو لاسيما بعد ان تراجع الطلب علي النفط لديهم خلال السنوات الاربع الماضية. وردا علي سؤال حول نسبة نمو الانتاج في الدول المنتجة من خارج اوبك اوضح الدكتور قبازرد أن هذه النسبة ستصل الي نحو مليون برميل في اليوم فيما سيزداد الانتاج في العام المقبل بنحو 400 الف برميل في اليوم. وتوقع قبازرد كذلك ان يتراجع الطلب علي نفط اوبكخلال العام الحالي بواقع 300 الف برميل في اليوم عن السنة الماضية فيما سيرتفع العام القادم بواقع 200 الف برميل في اليوم. وفيما يتعلق بالتركيبة الجديدة للجنة مراقبة السوق الوزارية اشار قبازرد في ختام تصريحه ل(كونا) الي ان دولة الكويت تسلمت رئاسة اللجنة منذ الاجتماع الوزاري الاخير خلفا لايران التي سوف تتسلم اعتبارا من مطلع العام المقبل رئاسة منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك للمرة الاولي منذ 43 عاما. وانضمت الجزائر الي عضوية اللجنة لتصبح اللجنة الثلاثية الفرعية المعنية بمراقبة السوق واسعار النفط التابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مؤلفة من الكويت والجزائر ونيجيريا اضافة الي الامين العام للمنظمة الدكتور عبد الله البدري.