مها عبد الرحىم فوده * جاءه إستدعاء من الرئيس محمد أنور السادات وهو في العجمي بالاسكندرية ولانها كانت حالة حرب فقد قالوا له ان الريس يريدك من اجل إلقاء محاضرة مشتركة بين مصر وليبيا . هكذا كانت تقتضي سرية المعركة فسافر د.عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الاسبق ووزير المالية حينئذ علي الفور الي القاهرة ليكتشف انه اجتماع للرئيس محمد أنور السادات مع المجموعة التي سوف تشارك في إدارة معركة 6 أكتوبر لتلقي المهام المطلوبة من كل واحد منهم وأعطاهم الرئيس السلطة والمسئولية وكان ذلك يوم الخميس السابق ليوم 6 أكتوبر 1973 توجه الرئيس الي كل منهم قائلا د كتورعبد العزيز حجازي (لا ترجع إلي وقت المعركة مهما حدث) وقال للدكتور أشرف غربال رحمه الله ( انت مسئول عن الاعلام وعن المعركة و مش عاوز مهزلة إعلام 1967 تتكرر.. الحقائق لابد من نشرها أو إذاعتها أولا بأول ) وقال للواء ممدوح سالم.. (انت مسئول عن الداخلية والامن القومي الداخلي.... ) وهكذا كان هناك وضوح في الرؤية والهدف وكل شئ كان قد تم ترتيبه والتخطيط والاعدادالجيد له.. وتم فتح جميع غرف العمليات يوم الجمعة بالوزارات والمصالح الحكومية والتي قد تم تجهيزها من قبل وكل واحد له اسم (كودي) للحفاظ علي السرية.. هكذا كان الوضع قبل صنع القرارفالتخطيط الميداني موجود.. والمسئوليات محددة.. والهدف قومي وواضح وهو إستعادة الاراضي المحتلة في سيناء بقوة السلاح واسترداد الكرامة المصرية وعودة الثقة بالنفس بجيش قوي مدرب تدريبا عالي الكفاءة.. مؤهل علميا ومهنيا ومعنويا بعد خروجه جريحا من هزيمة يونيو 1967 فكانت النتيجة الطبيعية هي ما حققه جيشنا المصري العظيم من انتصار في 6 أكتوبر 1973 أزهل العالم وأثر في مسارات الاستراتيجيات العالمية وأصبح نموزج يتم تدريسه في كل دول العالم الاهم من ذلك انه قضي علي أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر لقد تحقق هذا الانتصار العظيم بحسن الادارة والترشيد.. ورشادة القرار.. تلك المقومات التي نفتقدها للاسف في المرحلة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير 2011 المجيدة تلك الثورة الفريدة من نوعها علي مستوي العالم وقد شهد بذلك كل القادة والشعوب رغم ان اهداف تلك الثورة (عيش.. حرية.. كرامة إنسانية) هي أهداف تبناها المجلس الاعلي للقوات المسلحة ممثلا للجيش المصري العظيم وانحاز لها لانها امتداد لجزور نصر اكتوبر العظيم الذي أشعل الروح القومية الوطنية واستهدف بناء دولة عصرية تؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وبالرغم من أن أهداف الثورة لم تتحقق بعد فسوف يظل جيشنا المصري العظيم فوق رؤسنا جميعا يحتمي فيه الشعب المصري الاصيل ليحقق له الامن والسلام والعزة والكرامة.