شكرى رشدى برغم ازدحام وانتشار القمامة والباعة الجائلين والروائح النتنة، الا ان الاسكندرية يبقي لها بريقها المتمثل في البحر والحب المتبقي لها في نفوسنا.. برغم كل هذا قضيت بضعة أيام علي شاطئ بيانكي في الهانوفيل، وأثناء رجوعنا علي الطريق الصحراوي، كان لابد أن أزود سيارتي بالوقود، اتجهت الي بنزينة في الكيلو 21، وهناك طلبت من عامل البنزينة بملء خزان الوقود ببنزين 92 عن آخره، وعندما قمت بتشغيل السياره وجدتها في حالة غير طبيعية، ما ان اقوم برفع قدمي عن دواسة البنزين، حتي يقف الماتور عن الدوران، سلمت أمري إلي الله، قمت بالقيادة، وبعد الكفاح مع السيارة والطريق حتي وصلت إلي منزلي في الهرم، وفور وصولي ذهبت إلي مركز الصيانة الذي ابلغني بفاتورة قيمتها 4837 جنيها، نتيجة لتزويدي ببنزين مختلط بالسولار. حين يموت الضمير، يصبح كل شئ مباحا، السرقة، الغش، الخيانة، القتل.. حين يموت الضمير تظهر الإنسانية كلمة لا معني لها .. وعندما تموت الضمائر يموت معها كل شئ.. تموت الأخلاق والقيم.. تموت المبادئ. صاحب الضمير الميت الذي خلط السولار إلي البنزين 92 والذي كسب مني ومن غيري مئات الجنيهات الحرام، وكلفني آلاف الجنيهات، هل ينام مستريحا.. هل يشبع من الأكل الحرام، للأسف.. ميت الضمير، لا يرضي بالحلال ولو كثر ماله، فهو لا يشبع من الحرام. مصر تنزف من البلطجة.. مصر تنزف من الغش.. مصر تنزف من القتل.. مصر تنزف من الحقد.. مصر تنزف من الزحام.. من القمامة.. من الأزمات. مصر تنزف يا ساده، والسبب الضمير الميت..