اشعر بالأسف عندما أري مواطنا محترما يركب سيارة حديثة وأنيقة وهو يرمي من نافذة سيارته ببعض المهملات في نهر الشارع وقد تكون هذه المهملات علبة سجائر فارغة او بقايا طعام او أوراق لا حاجة له بها، وعندما أري هذا المنظر المؤذي اتمني لو استطيع ان الحق به وأوجه إليه اللوم والعتاب علي هذا السلوك غير الحضاري، واحاول اقناعه بان ما يفعله يخالف قوانين البيئة، ويتعارض مع الذوق العام والاخلاق والمثل كما انه يتنافي مع ابسط المبادئ الإنسانية لانه عندما يلقي هو وامثاله هذه المهملات في الشارع، يجعل عامل النظافه مضطرا لمضاعفة الجهد المضني الذي يبذله ويتقاضي في مقابله قروشا زهيدة، ويشقي طول النهار بطوله حتي لا يتعرض للعقاب، فهو يعمل تحت رحمة المراقب او المفتش المسئول عن نظافة المنطقة، فإذا وجد ان جزءا منها غير نظيف يعاقبه بالخصم من مرتبه البسيط والعدالة تقتضي ان الشخص الذي يجب يتحمل العقاب هو صاحب السيارة المحترم، وليس عامل النظافة الفقير، فإذا التزم كل مواطن بالحفاظ علي نظافة الشارع، وامتنع عن القاء ما يشوه منظره، فإنه بذلك يخفف عن هذا العامل المسكين جزءا من العبء المضني الذي ينوء به كاهله، ويحميه من التعرض للابتزاز والقسوة!! فماذا تفعل وزارة البيئة وهي المسئولة إزاء هذه السلوكيات غير الحضارية التي ترتكب نهارا جهارا وامام أعين رجال الشرطة البسطاء الذين يعانون هم ايضا من نقص الوعي ولا يعرفون ان هناك نصوصا في القانون تعاقب علي هذه السلوكيات وذلك علي غير ما يجري في البلاد المتحضرة التي توجد بها دوريات من الشرطة مهمتها تحقيق الانضباط في الشارع ومراقبة السلوكيات سواء كانت متعلقة بالسيارت التي تلوث الجو بدخانها القاتل او بالمهملات التي يلقيها المارة او الأفعال التي تشوه الجمال بكل صوره. وللأسف الشديد ان هذا النوع من رجال الشرطة ليس موجودا عندنا وهو شرطي الامن المثقف الملم بجميع القوانين المتعلقة بحقوق المواطن وواجباته والحفاظ علي البيئة والمال العام وتحرير المخالفات الفورية للمخالفين.. متي نري في شوارعنا شرطة تعرف ان واجبها ليس فقط مقاومة الجريمة ولكن ايضا الحفاظ علي نظافة البيئة.... ومتي يفهم كل مواطن ان السلوكيات الضارة بالبيئة تعود عليه هو نفسه بالضرر، قلبي مع وزير البيئة!!