إيمان أنور توارت أخبار الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الإعلام المصري خلال الفترة الأخيرة.. لعدة أسباب أهمها انشغالنا بالشأن الداخلي والأحداث المتلاحقة التي تمر بها البلاد.. ثم الإنشغال بتطورات الحرب الأهلية المستعرة في سوريا.. وعودة التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة عسكرية علي المنشآت النووية الإيرانية.. وغيرها.. لكن الحدث الأمريكي سيعود إلي الصدارة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.. فالخيار سيكون بين الرئيس أوباما.. الذي خيب آمالنا في فترة رئاسته الأولي بعد أن قطع الوعود علي نفسه وبث الأمل.. وبين مرشح الحزب الجمهوري اليميني ميت رومني الذي يحظي بدعم اللوبي الصهيوني وإسرائيل وأقطاب الصناعة من اليمينيين المحافظين خاصة من الذين يؤيدون أجندة "حزب حفلة الشاي" الذي ظهر علي الساحة مؤخرا.. وسواء فاز رومني في الانتخابات أم لا.. فإن المحللين باتوا مقتنعين بأن الحزب الجمهوري قد تم اختطافه من قبل متطرفين سيكون لهم دور فاعل في إحداث انقلاب سياسي واقتصادي واجتماعي في الولاياتالمتحدة في السنوات القادمة.. هؤلاء هم خليط من المحافظين الجدد والمتدينين والرأسماليين الذين يؤيدون سياسة خفض الضرائب عن الأغنياء .. وجاء اختيار رومني لعضو الكونجرس "بول ريان" كنائب له.. والمعروف بخطته الثورية لإنهاء العجز في الموازنة عن طريق إلغاء البرامج الاجتماعية والصحية علي حساب الفقراء وكبار السن والمتقاعدين.. ليؤكد أن المرشح الجمهوري قد سلم أمره لقوي حزب حفلة الشاي.. خطورة الأمر بالنسبة لنا.. أنه لا يمكن فصل أجندة اليمين المتطرف الأمريكي الاقتصادية والاجتماعية عن السياسية.. رومني الذي يتبع كنيسة المورمون أكد في إسرائيل دعمه المطلق لسياسة اليمين الإسرائيلي المناهضة للتسوية السلمية علي أساس حل الدولتين. السيناريو الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين.. هو أن تتطابق أهداف اليمين المتطرف الإسرائيلي مع مواقف اليمين المتطرف الأمريكي الصاعد.. وحتي لو خسر رومني فإن تأثير اليمين المتطرف في أمريكا سيظهر بشكل أكبر في السنوات القليلة القادمة.. من مصلحة العرب نجاح أوباما رغم خيبة الأمل في سياساته.. لكن علينا أن نستعد لمواجهة تغير نحو الأسوأ في سياسات أمريكا الخارجية وإنحياز أخطر إلي مواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي..