د. سمية سعد الدين رحل شريف النقباء اسماعيل النقيب ..رحل الكاتب الكبيرالذي عاش ملكا للكلمة.. ورفيقا للفكر.. وراعيا لقصيدة الشعر والشعراء.. رحل من كان في وجوده تحقق لخيلاء الصحفي الكبير الذي يدرك بحق قامة الكاتب وبهاء حرية الكتابة.. والذي كان يملك ناصية الكلام وخبايا الحكايات، ويملك خاصية الإبحار في زوايا الشجون.. وروعة الالتفات إلي تفاصيل الحياة.. رحل أستاذي الكبير.. إسماعيل النقيب.. الذي طالما دعاني إلي الجلوس إليه بحب.. ليطلعني علي أسرار الكتابة الصحفية،ويلفتني إلي بحور الإنشغال بهموم الفكر والوطن، وبتوخي الحذر من الانزلاق إلي أصناف الكتابة التقليدية التي يمل منها القارئ، وبالتزام أسلوب الإبداع الخاص الذي يصنع للكاتب خصوصيته،ويمنحه شهرة قلمه.. كان استاذي اسماعيل النقيب رمزا للهامة الصحفية المرفوعة، التي لاتخضع لقهر والتي تشهر سيفها في مواجهة أي اعتداء علي حرية الكلمة ، أو تدخل في رؤية الكاتب.. ولأن أستاذي كان يتمتع بحس السخرية، وبالقدرة علي سرد الحكايا بلكنته الخاصة المحببة، كان الآلآف من معارفه من أعلي المستويات ومن كل الدول ومن كافة الاهتمامات ومن صفوة المثقفين والسياسيين والكُتاب يدركون سحر مجلسه، وطلاوة لسانه وعذوبة حديثه فيحرصون علي اقتناص فرصة الجلوس إليه،والانفراد بالاستماع إلي قصصه النادرة في شئون مصر والعرب والعالم والسياسة والفن والشعر وعن الشخصيات التي عاشها من خلال رحلته الصحفية، وعاشوه من خلال كتابته المبدعة. رحل أستاذي الذي اتفق معي كثيرا كثيرا.. واختلف معي قليلا .. وشجعني منذ بدايتي، وأعانني علي تعدي عثراتي وألهمني حقيي في حرية إبداعاتي.. رحل استاذي إسماعيل النقيب ، ولكن تبقي لنا سيرته العطرة ومسيرته المهنية المبدعة .. ويبقي عزائنا في وجود رفيقة حياته زميلتنا الكاتبة الكبيرة بركسام رمضان عضوا بارزا في كتيبتنا الصحفية في الأخبار..ويبقي عزائنا في قدرتها علي ضم كافة أعماله الأدبية التي أثري بها حياتنا الثقافية في مؤلف لها عنه نتوقعه منها. ويبقي عزائها هي وابنتاهما الرائعتان.. في أن الزوج الرائع والأب الحنون كان دائما هائما بحبهن، منشغلا بأوراق مستقبلهن، سعيدا بنجاحهن، وستظل ذكراه دائما محفزا لهن علي استمرار مسيرة الحب وقصيدته التي كتبها لهن ومعهن وعنهن وسجلها بأسمائهن لتكون عونا لهن علي تخطي الأحزان، والاستمتاع بروعة الذكري. وداعا أستاذي .. ورحمة واسعة من الله لك وعليك.