صبرى غنىم يخطيء من يعتقد أن الدكتور محمد مرسي سوف يخلع عباءة الاخوان.. ثم لماذا يطالبونه بالانفصال عنهم حتي يكون رئيسا لكل المصريين.. ألا يكفي أن الرجل أقسم يمين الولاء امام الشعب واعلن انه خادم هذا الشعب وانه لا ينتمي لحزب او تيار في ادارته لشئون البلاد وإنما انتماؤه سيكون للشعب كله. هل بعد كل هذا نطالبه بإسقاط هويته الاخوانجية.. بالله عليكم احتكموا الي صوت العقل والمنطق فالاخوان هم الذين أتوا به رئيسا للبلاد وكون أنه كان مرشحهم للرئاسة بعد استبعاد الشاطر عن السباق فقد كان اختيار مرسي لمكانته الأدبية كرئيسا لحزب الحرية والعدالة.. هل بعد كل هذا الدعم السياسي والشعبي مطلوب من الدكتور مرسي ان يغسل يده من جماعة الاخوان مع أنه معروف عنهم انهم لا يتخلوا اطلاقا عن هويتهم العقائدية امام اي مغريات ولا يقبلون ثمنا للتخلي عن هذه الهوية والا وكانوا قد قبضوا ثمن حريتهم من بطش النظام السابق فقد فضلوا المعتقلات عن التخلي عن عضويتهم في جماعة الاخوان.. - أي عقل يقول أن يقوم رئيس الجمهورية بإسقاط هويته وهو الذي تعرض للاعتقال في الايام الاولي للثورة والقي به في سجن وادي النطرون علي اعتبار انه احد الرموز البارزة في جماعة الاخوان ومع ذلك رحب بالاعتقال ولم يعلن إنكاره لجماعته .. هذه هي العقيدة وهذا الايمان يؤكد أن رجلا مثله لن يتخلي عن مبادئه فهو صادق في اقواله والايام القادمة سوف تكشف ان كان يدير شئون البلاد بأسم جماعة الاخوان او بأسم هذا الشعب فمصر ليست في حاجة الي حزب وطني آخر لأن القضية الان لم تعد قضية ان مرسي لا يزال في الجماعة او غسل يده منها علي الاقل سيكون صورة اخري من مبارك.. فقد كان مبارك رئيسا للمصريين ورئيس الحزب الوطني وهو الحزب السياسي الحاكم للبلاد، فتارة كان يحدثنا باعتباره رئيسا للجمهورية.. وتارة يحدثنا باعتباره رئيسا للحزب الوطني مع أننا طالبناه بأن يتخلي عن رئاسة الحزب وكان يركب رأسه ويقوده عناده الي رفض هذا المطلب.. وأذكر أنني أصدرت كتابا تحت عنوان " لو كنت مكان الرئيس " في بداية ترشيح مبارك للدورة الخامسة كرئيس للبلاد.. وقد وجهت نداء طالبته بأن يتخلي عن موقعه كرئيسا للحزب ويتفرغ لموقعه كرئيس لكل المصريين.. وفي مقدمة الكتاب أرسلت لمبارك عدة مطالب بدأتها بالآتي : - لو أنا في مكان الرئيس.. لقمت بثورة في الاصلاح السياسي فوراً.. سأبدأ بتغيير الدستور.. سأحدد مدة رئيس الجمهورية وعدد المرات التي يحق له فيها إعادة ترشيحه.. سأعمل علي توفير انتخابات حرة نزيهة لا تخضع الي " لغوصة " الحزب الوطني.. سأحرر قانون الجمعيات الأهلية والنقابات المهنية .. من أجل ديمقراطية حقيقية.. وليست للفرقعة السياسية .. - لو أنا في مكان الرئيس.. لرفضت أن أكون رئيسا لأي حزب.. حتي أرفع الحرج عن المواطن المصري ويصبح حرا في اختيار الحزب الذي يحب أن ينتمي إليه.. - لو أنا في مكان الرئيس.. لرفعت يدي عن تشكيل الحكومة وأعطيت الثقة الكاملة لرئيس الحكومة في اختيار معاونيه من الوزراء فأنا أريد حكومة يكون ولاؤها للشعب وليس لرئيس الجمهورية.. أريد حكومة يحترمها الشعب.. وتحترم الرأي الآخر.. تهتم بالقضايا التي تنشرها الصحافة ولا تتعامل معها بأسلوب التطنيش حتي لايصاب الشارع المصري بالاكتئاب.. - لو أنا في مكان الرئيس.. لتخلصت من " الهتيفة " والمنافقين الذين يبالغون في مدحي .. فيكفيني فخرا ً أن أكون بين شعبي بأعمالي وإنجازاتي .. - وللأسف لم يسمعني مبارك وكعادتهم في الرئاسة " طنشوني " وكأن أحدا لم يسمعني.. وكأنني لم أكتب شيئا.. لذلك أقول إن أملنا في الرئيس محمد مرسي في أن يفتح صدره لكل ما يكتب عنه وحتي يكون قريبا من أوجاع الشارع المصري لابد أن يكون قريبا من الأقلام، ولا يهم إن كانت عضويته في الاخوان قائمة أم قد أسقطت.. فالمباديء والقيم لا تتغير بتغير المناصب.. - وكما يقول زميلنا الكاتب الكبير سليمان جوده في مقال له نشرته صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن تحت عنوان (اول اختبار للرئيس مرسي).. فعلا انه اول اختبار لا يريد المرء ان يفسد علي غالبية المصريين فرحة الفوز بالرئيس الجديد ولكننا نريد منذ البداية ان نكون علي يقين لا يقبل الشك بأن رئيسنا المنتخب قد طوي تماما صفحة (الجماعة) في حياته وانه ينظر الي الجماعة من نافذة الوطن الممتدة بدلا من ان يتطلع الي وطنه من نافذة الجماعة الضيقة للغاية بحكم طبيعتها وان كان سيظل فخورا بانتمائه لهم لكن الأهم ألا يكون منحازا لهم او لأي فصيل او تيار سياسي علي حساب هذا الوطن.. - علي اي حال ان العالم يترقب بوصلة الرئيس مرسي في اي اتجاه ينوي السير فيها وماذا سيكون موقفه لو تجاهلت اسرائيل اتفاقية السلام وتحرشت بالحدود المصرية بسبب العلاقة التاريخية التي تجمع بين الاخوان وحماس هل ستكون بوصلة مرسي متجهة الي الدخول في معركة مع اسرائيل ام تضحي بعلاقتها بحماس باغلاق المعابر المصرية بينها وبين غزة من اجل امن مصر.. أعتقد ولا يساورني الشك في ان امن مصر بالنسبة له سيكون خطا احمر وهذا هو ماننتظره من رئيس البلاد الدكتور محمد مرسي فان كان صادقا سنسانده وان كان مراوغا سنقومه ولا نملك الا الدعاء لمصر.