الأستاذ :- جلال دويدار ليس ما يجري في منطقة العباسية سوي تكريس لمناخ الفوضي الذي يريد الكارهون لمصر والمتربصون بأمنها واستقرارها.. استمراره. إنهم ولا جدال يؤمنون بأنهم يجدون انفسهم من خلال تبني الاهداف المريبة التي تستهدف تعظيم معاناة جموع الشعب المصري وبالتالي تعطيل مسيرة بناء الدولة المصرية. مع الاقرار بحق التظاهر المنزه عن المساس بأمن مصر واستقرارها ودون تعمد وقف دوران عجلة الحياة.. فانه لا يمكن السماح بهذه الصورة الدموية المؤسفة التي يشهدها محيط منطقة العباسية. انني لا اجد معني او مبررا من جانب هؤلاء المعتصمين حتي لو كان لهم حق فيما يحتجون عليه. هذا الاصرار الغريب علي اغلاق نفق العباسية ومنع حركة المرور ناهيك عما يمثله حصار وزارة الدفاع من اسفاف وتعريض بهيبة الدولة المتمثلة في هذه المؤسسة السيادية. من المؤكد انهم كانوا سيلقون الدعم والتأييد في التظاهر السلمي الذي لا يعوق مسيرة الحياة للمواطنين. كلنا نعرف ووفق ما اعلنوه انهم يرفضون إعمال وتفعيل القانون الذي يستبعد مرشحهم الشيخ حازم ابو اسماعيل. انهم لا يريدون ان يفهموا انه وبمقتضي المستندات الدامغة ان ترشيحه وبحكم القانون مرفوض علي ضوء حصول المرحومة والدته علي الجنسية الامريكية منذ عام 6002. كان عليهم وبدلا من التظاهر ضد استقرار مصر والمطالبة بالغاء العمل بهذا القانون الذي نلتزم به جميعا وفقا لما جاء به الاعلان الدستوري.. ان يتظاهروا ضد اقدام المرحومة الوالدة علي طلب الجنسية الامريكية والحصول عليها. ان السلوك الطبيعي الذي كان يجب علي المعتصمين القيام به هو ان يسألوا مرشحهم عن الاسباب التي جعلته يخفي عنهم مخالفته للقواعد القانونية باخفاء جنسية الوالدة الامريكية وعلي اساس انه ليس معقولا بأي حال ان تكون قد حصلت عليها دون ان يعلم!! السؤال الذي يجب ان يجيب عليه هؤلاء المعتصمون وقياداتهم- غير البريئة من الخطأ - هو هل نريد لهذا الوطن ان يدار بسيادة القانون الذي لا يستثني احدا ام انهم يفضلون الفوضي والهوجائية وان تسود شريعة الغاب ونزعات الابتزاز والارهاب؟!. إذا كان هذا هدفهم فان غالبية الشعب ترفض هذا التوجه وتطالب باتخاذ جميع الاجراءات التي تحفظ للقانون ولامن مصر القومي قدسيته واحترامه بكل الوسائل. يجب ألا نكون مثل النعامة ونخفي رءوسنا في الرمال حتي لا نري الحقيقة. في هذا الاطار اقول ان مسئولية ما حدث ويحدث ومهما كانت الشواهد والبواعث.. يتحملها البادئون بارتكاب الاخطاء غير المبررة والإصرار علي خرق القانون والنظام. كفي بالله نفاقا وتدليسا ومتاجرة بآلام هذا الوطن الذي لم يعد يتحمل هذا العبث الذي يستهدف وضع المستقبل في مهب الاهواء التي لا تريد خيرا لهذا الوطن. علي هذا الاساس فان هؤلاء المعتصمين يتحملون وحدهم جريمة هذه الدماء التي سالت نتيجة الصدامات الدموية التي خرجت من نطاق التظاهر السلمي وحق التعبير الحر عن الأراء دون الاضرار بمصالح الوطن والمواطنين. ان مهمة الدولة وما تبقي منها هو تقديم الذين كانوا سببا في هذه الفوضي المناهضة للقانون والخارجة عن إطار حرية التظاهر.. الي المحاكمة جزاء ما اقترفت ايديهم في حق الضحايا وفي حق هذا الوطن.