مدىحة عزب لا يزال هناك " كلام كبير " في قضية الناسخ والمنسوخ والتي أساءوا بها الي القرآن دون أن يدروا وجعلوا أعداءه يتهمونه بأنه يأكل بعضه بعضا. وهم بفكرهم هذا لا يختلفون عن أسلافهم الذين عجزوا عن الفهم الصحيح للنصوص القرآنية ودلالاتها وعجزوا عن تفسير ما تشابه عليهم فزعموا بالناسخ والمنسوخ، واعتبروا أن فكر الأجيال السابقة سقف لا يجوز اختراقه وحاربوا كل فكر تنويري جديد مهما حمل من براهين وأدلة، ويضرب المهندس عدنان الرفاعي المثل بقضية كبري زعموا فيها بالناسخ والمنسوخ وهي عقوبة الزنا، فقد قالوا إنه كان في القرآن نصيقول : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة " لاحظ ركاكة الأسلوب "، ثم عندما مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم وانشغل المحيطون به دخلت دويبة (تصغير دابة) وأكلت النص القرآني وبالتالي لم يسجل النص في المصحف الشريف !!! حسبما ذكر في كتب الصحاح، بالطبع قصة فاشلة وسفه صريح يرفضه أي مسلم عاقل بالغ رشيد .. اذ كيف تأكل دويبة قرآنا قال الله فيه : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون، ثم أن جريمة الزنا من الممكن أن يرتكبها الكبير والصغير فلماذا خص الله الشيخ فقط بعقوبة الرجم؟ وهل معني ذلك أن الشاب والشابة اذا ارتكبا الجريمة فهما معفيان من العقوبة؟ سؤال آخر : اذا كانت الدابة قد أكلت القرآن فما كان أبسط من أن يأمر الرسول صلي الله عليه وسلم بكتابة ما أكلته الدويبة، ايه المشكلة يعني؟ وهم لم يكتفوا بهذا الافتراء، وانما بلغت بهم الجرأة مبلغا كبيرا، فقد حكموا بالغاء حكم الهي جاء في الآية 2 من سورة النور والتي حدد فيها الله عقوبة الجلد للزانية والزاني، بينما يكذب مزاعمهم بالاضافة لسورة النور، الآية 25 في سورة النساء والتي تشير لعقوبة الفتيات المؤمنات اذا أحصن " فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما علي المحصنات من العذاب " والبديهي أن الرجم عقوبة حتي الموت ولا يمكن أن تطبق نص نص، كذلك الآية 30 من سورة الأحزاب والتي تخاطب نساء النبي »من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين " ونفسي حد يقول لي ازاي الرجم يضاعف ضعفين؟ هل يمكن أن يحيا الميت بعد موته لكي تطبق عليه العقوبة مرة أخري؟ ألا يؤكد هذا أن المقصود هوالجلد؟ كل هذه الآيات القرآنية أغمضوا العين عنها وألقوها وراء ظهورهم وفرضوا أحكاما مفتراة ونسبوها لله تعالي لا لسبب إلا استنادا الي واقعة مشهورة طبق فيها الرسول صلي الله عليه وسلم عقوبة الرجم برغم أن كتب الصحاح نفسها قد ذكرت أن ذلك كان قبل نزول سورة النور، والمعروف أن الرسول كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به أو ينزل فيه قرآن، يا أهل العلم ان القرآن لا يأكل بعضه بعضا وهومتكامل غير متعارض والقول بالناسخ والمنسوخ به أبلغ الاساءة، وكأن الله كان لا يعلم ثم علم، حاشا لله وتعالي عن ذلك علوا كبيرا .