محمد بركات لابد أن نعترف ببروز العديد من الظواهر السلبية، والتي طفت علي الساحة خلال الآونة الأخيرة، وشوهت وجه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وهو ما لا يبعث علي الارتياح، بل يثير القلق والانزعاج، لدي عموم المواطنين، وكافة المهتمين بالشأن العام وتطوراته ، والمتابعين لشكل ومضمون العلاقة التفاعلية بين القوي السياسية المختلفة والمتصارعة وأكثر ما يثير القلق هو ما تحمله هذه الظواهر في طياتها من دلائل غير مطمئنة، تشير في مجملها الي تنامي بعض التوجهات ، وبروز بعض السلوكيات المحرضة علي العنف، والرافضة لوجهة النظر الأخري ، والساعية لفرض وجهة نظرها، ورؤيتها، بل وإرادتها أيضاً ، علي الآخرين، بغير الطرق والسبل الديمقراطية، والتجاهل التام لضرورة الالتزام بالقانون ، واحترام حقوق الآخرين. وللحقيقة هناك قائمة طويلة وعريضة من هذه الظواهر والأحداث المؤسفة، التي لو حاولنا رصدها لضاقت المساحة المتاحة في هذا المكان بها، ولكننا سنذكر بعضها علي سبيل المثال وليس الحصر، وسنكتفي بالذكر والتسجيل لثلاث وقائع، دون تعليق، حيث أن دلالتها واضحة ومؤسفة. وفي هذا الإطار يستوقف النظر ذلك الاتهام الموجه من جماعة " شباب من أجل العدالة " الي بعض شباب جماعة " 6 ابريل " بالاعتداء عليهم بالسلاح الأبيض نتيجة خلاف في الرأي وقع بميدان التحرير يوم الجمعة الماضي. ويستلفت الانتباه ذلك الحدث الفج الذي تعرض له الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب ، وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، خلال وجوده علي إحدي المنصات في الميدان يوم الجمعة أيضًا، عندما تحرش به بعض الشباب ، وحاولوا الاعتداء عليه، ورفعوا الأحذية في وجهه. وهناك أيضاً العديد من التصرفات الخارجة عن السيطرة التي قامت وما تزال تقوم بها مجموعة المؤيدين لأحد مرشحي الرئاسة الذي استبعدته اللجنة العليا للانتخابات، لعدم استيفائه لأحد الشروط الأساسية للترشح، وثبوت حصول السيدة والدته رحمها الله، علي الجنسية الأمريكية،..، وإصرار هذه المجموعة علي رفض الانصياع لقرار اللجنة. وللأسف، هناك العديد من الوقائع الأخري التي تثير القلق وتبعث علي الانزعاج. ونواصل غداً إن شاء الله.