يأتي الإعلان عن يوم الخامس والعشرين من يناير عيداً قومياً للبلاد، بجوار يوم السادس من أكتوبر، والثالث والعشرين من يوليو، اعترافا مستحقاً بقدر وعظمة الثورة، التي فجرها الشباب، في هذا اليوم، والتف حولها الشعب، وحمتها قواته المسلحة، إيماناً بدورها التاريخي والوطني، في إنها درع الشعب، وذراعه القوية، المعبرة عن إرادته، وحقوقه المشروعة. كما يأتي تخليداً لهذا اليوم، في ذاكرة الوطن، بوصفة كان إيذاناً بتغيير وجه الحياة، ومسيرة الأحداث في مصر، والمنطقة، وإعلاناً عن انتهاء حقبة من الزمان، طال وجودها، ونهاية نظام حكم، تجاوزته التطورات، والمستجدات، بعد عجزه عن التعامل الحي، والإيجابي معها، وتصوره بالوهم، في إمكانية تجميد اللحظة، والإمساك بالزمن، وضمان الاستمرار، في عالم سنته التغير والتطور، في كل يوم، وكل لحظة. ولعل ما يستلفت الانتباه، ويستوقف النظر، هذه الأيام، هو تلك الحالة القائمة، من الحوار الساخن أحياناً، والمشتعل أحياناً أخري، بين جميع القوي، والفاعليات، والائتلافات السياسية، المتواجدة، والنشطة علي الساحة المصرية، حول مجريات يوم الخامس والعشرين من يناير القادم، بعد أيام قلائل، وما يجب أن يحتويه من أحداث ووقائع، وما يجب أن يضمه من مشاهد، تعكس رؤية هذه القوي، وتلك الفاعليات، لما جري، وما كان طوال العام، الذي مضي منذ تفجر الثورة، وحتي اليوم، وما تحقق، وما لم يتحقق، وفقا لهذه الرؤية. وفي هذا الإطار، وإذا ما أردنا، رصداً وتسجيلا، واقعياً للأفكار والرؤي المطروحة، علي الساحة الأن، لوجدنا فارقاً شاسعاً، ومساحة واسعة من الاختلاف، بين الرؤي المطروحة، والأفكار المتداولة في هذا الخصوص، حيث أن هناك من يقول، بأن الثورة لم تحقق أي من أهدافها بعد، وأن الضرورة، والواجب، يتطلبان، قيام ثورة جديدة، ويقدمون أسباباً، ومبررات لهذا الطرح، وتلك الرؤية،..، هذا في جانب. وفي المقابل، وعلي الجانب الآخر، هناك من يقول بعكس ذلك، ويؤكد بأن الثورة قد أنجزت الكثير والكثير، وأنها قد حققت، ما لم يكن أحد، يتصور إمكانية حدوثه، أو تحقيقه، في عام واحد، وأنها سائرة في طريقها نحو تحقيق بقية الأهداف، رغم كل الظروف، وبالرغم من جميع الصعوبات. وبين هذا وذاك، هناك أطروحات ورؤي أخري عديدة. ونواصل غداً.. إن شاء الله.