رغم ان شهورا عديدة مضت منذ الاعلان عن الخطوات والإجراءات المنظمة للسير في اعادة بناء المؤسسات والسلطات الشرعية في الدولة في اعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير حتي الآن،..، وبالرغم من علم جميع الأحزاب والقوي والفاعليات والائتلافات النشطة علي الساحة السياسية بأن الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري، ستكون هي طلقة البداية، والخطوة الاولي علي هذا الطريق،..، إلا أن ظاهر الامور يشير الي انهم لم يتمكنوا من الإستعداد لها بعد. ظاهر الامور يقول ان غالبية هذه الاحزاب وتلك القوي والائتلافات قد فاجأها الموعد علي حين غرة، ودون ترتيب أو اعداد جيد لها،..، وأنها لا تزال تبحث في امر القوائم وترتيب الأسماء المدرجة بها، وعددهم،..، أي انها لم تحسم رأيها بعد في هذه المسائل الأساسية. ولازلنا حتي الآن نري ونسمع عن دخول بعض الاحزاب وبعض القوي والائتلافات مع بعضها البعض في تحالفات انتخابية وقوائم واحدة، ثم نري ونسمع في اليوم التالي عن خروج بعضها من تلك التحالفات، لتدخل في تحالف آخر، في مسلسل نرجو ان ينتهي قبل موعد غلق باب الترشح الذي تم مده الي نهاية الاسبوع الحالي. وحالة الارتباك السائدة داخل الأحزاب والقوي السياسية، وبينها وبين بعضها، لم تكن غائبة، أو غير متوقعة من المتابعين والمهتمين بالشأن العام، وتطورات الأمور علي الساحة السياسية طوال الشهور الماضية، حيث كان واضحا، ان هذه الأحزاب وتلك القوي قد غرقت في بحار الإختلاف في الرؤي، والخلاف في الرأي حول جميع الامور، وكل القضايا، الأساسية والشكلية علي حساب قضيتها الهامة وهي التواجد في الشارع، والإنتشار الجماهيري، والاستعداد الجيد والكفء للانتخابات القادمة، والتي هي بالنسبة لها قضية رئيسية لا يجب ان تهمل أو تؤجل. وللحقيقة فإن أصواتا كثيرة، من المتابعين والمهتمين بالشأن العام، قد حاولت تنبيه الأحزاب والقوي السياسية الي ما هي فيه من غفلة عن قضيتها الأساسية، ولكن دون جدوي، فقد كانت الاحزاب والقوي السياسية، عدا البعض القليل منها، وفي المقدمة منهم جماعة الإخوان وحزبها، مصرين علي المضي فيما هم فيه ولم يلتفتوا الي هذه الأصوات ولا تلك التنبيهات. تلك هي الصورة وذلك هو المشهد الآن،..، فهل يستمر علي ما هو عليه؟! »ونواصل غدا إنشاء الله«