بات ضرورياً ونحن أمام مشاعر اليأس والأحباط وحاله اللاوعي التي تسيطر علي المصريين في هذه الأيام العصيبة في ظل القضايا المفتعلة أحياناً والناتجة عن عدم قراءة للواقع المصري أحياناً آخري والتي كان نتاجها مزيدا من عدم الأمن والأستقرار والضبابية في الشارع المصري بكل طوائفه السياسية والإجتماعية والإقتصادية وفي الأعم في جميع المناحي الحياتيه!! من هنا كان لزاماً علينا أن نطرح بعض الأسئلة منها سؤال هام جداً يجول بخاطري دائماً وأبداً وهو هل هناك قراءه حقيقية لمستقبل هذا الوطن بعد ثوره الشعب المصري العظيمة في 25 يناير؟ وهل يسمع المصري الأصيل صوت مصر الحبيبة حينما تناديه وتناجيه إلا الوطن وأنه لا منقذ لها سوي الأيادي المصرية فقط دون غيرها ولكن كيف ذلك؟ أما عن مستقبل مصر فلا يجد من ينظر إليه أو يصبو إلي تحقيقه في ظل حاله التوحش السياسي أو بالاحري اللاوعي السياسي التي جعلت الكل علي المسرح السياسي يسعي فقط إلي الجزء الذي سوف يحصل عليه من التورته دونما السعي للاتفاق علي هدف قومي يجتمع عليه المصريون جميعاً نحو مصر الحديثة وهو الهدف الأسمي الذي يحتاج إرادة شعبية جادة يكون فارسها المواطن المصري وحده لكي تستعيد مصر عافيتها من الناحية الأمنية والأقتصادية ودورها السياسي في العالم العربي ومن هنا تأتي الإجابة علي السؤال الآخر بأنه لا منقذ لمصر سوي الأيدي المصرية ولكن لن يتحقق ذلك إلا بالإخلاص والصدق والأمانة !! والإخلاص يعني البعد عن الأنانية وحب الذات والسعي إلي خدمه الوطن من أجل نهضته فقط دونما النظر إلي تحقيق مصالح شخصية قد تتعارض في الغالب الأعم مع مصلحة الوطن !! والصدق يعني الوفاء بالعهد مع النفس بتنقيتها من الغل والحقد والحسد ومن جميع الشرور التي تجنح بها إلي لغة الأنتقام والتي تقودها إلي الهدم والأنهيار بعيداً عن ثقافة النهضة والبناء كما أن الوفاء بالعهد مع الناس يكون من خلال بناء جسور من الثقة معهم ولا يكون ذلك إلا من خلال تنقيه القلوب من كل دنس يحيق بها والعمل من أجل مصر فقط دونما ثمة تفرقه بين أي من هؤلاء المصريين الذين يعيشون علي أرض مصر ويمتلكونها وحدهم دون ثمه شريك غاصب أو طامع فيها !! وأما عن الأمانة فهي من وجهه نظرنا هي أفضل القيم الأنسانية التي تنهض بها الأمم فهي قيمه عاليه يتحقق بها التوازن الفكري والنفسي المنبثق من أثر الصدق مع الذات فمن أسوأ ما يمارسه الأنسان حينما يستغل مركزه أو موقعه أن يخون الأمانه وأن تتجمد كل المعايير الأخلاقية لديه وينحي بالاستقامه جانبا، ضاربا عرض الحائط بكل القيم التي استقاها أبان مراحل حياته سواء مع الأسرة في البيت أو في مراحل التعليم إن وجدت !! من هنا بات ضرورياً أن نؤكد أنه إذا لم تتواجد الأمانه فلا أمان والمقصود بعدم الأمان في مقام حديثنا هو علي جميع المستويات سواء سياسياً أو أمنيا أو أقتصادياً أو إجتماعيا . وفي النهاية " فلا مناص من أن نؤكد دائماً وأبداً بأن مصر تنادي كل مصري يشتري العزه والكرامه من خلال الإمساك بتلابيب قيمه الأمانه مدركاً بأن رقي الأمم وتقدمها يكمن في أخلاقها الفاضلة وموقفها والثبات علي المبدأ الذي لن تحيد عنه ".