د. محمد نصر الدىن علام تتزايد الاحتياجات المائية لمصر للوفاء باحتياجات التنمية الزراعية والعمرانية والصناعية.. ولمواجهة الزيادة السكانية لهذا اتجهت وزارة الري لوضع استراتيجية مستقبلية لاستغلال كل قطرة مياه سواء سطحية او جوفية لمواجهة ظروف المستقبل.. وقد راجعت الوزارة حساباتها بالنسبة للمياه الجوفية لاستغلالها الاستغلال الامثل في كل برامج التنمية.. وللحفاظ علي حق الاجيال القادمة في هذا المورد المهم. ويؤكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري علي وجود خزانات جوفية متجددة علي طول وادي النيل والدلتا تعتبر من اكبر الخزانات الجوفية في العالم.. ولهذا فقد اعدت الوزارة قانونا جديدا للمياه الجوفية معروضا حاليا علي مجلس الوزراء لمناقشته واقراره ويهدف إلي تحقيق ادارة متكاملة للمياه الجوفية باعتبارها مصدرا مهما سيكون له دور محوري في التنمية في المستقبل القريب.. وقد رصدت الوزارة ميزانية استثمارية ضخمة للبحث عن المياه الجوفية في مناطق مصر المختلفة.حول قضية المياه الجوفية ودورها في عمليات التنمية بصورها المختلفة كان هذا الحوار مع الدكتور محمد نصر الدين علام الرجل المسئول عن ملف المياه بمختلف انواعها في مصر. دور أساسي يؤكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري ان للمياه الجوفية دورا أساسيا في حل مشاكل نقص مياه الري في محافظات الصعيد وجنوب الدلتا حيث يتم حفر الآبار لتغذية الترع تعويضا للمياه التي تستهلكها التعديات علي المجاري المائية في هذه المناطق. واشار إلي أن الوزارة رصدت ميزانية استثمارية ضخمة للبحث عن آفاق مياه جوفية جديدة علي مستوي الاعمال البحثية والمشروعات خلال 3 سنوات لمواجهة الاحتياجات المتزايدة ولتوفير المياه لمحافظات الظهير الصحراوي الذي تمثل المياه الجوفية لها املا كبيرا في المستقبل. كذلك بدأت الوزارة تنفيذ مخطط كبير لحل مشاكل الري علي ترعة النوبارية من خلال حفر عدد كبير من الآبار لتعويض نقص مياه الري عليها. وأوضح وزير الري في حواره اننا نستخدم حاليا 5.7 مليار متر مكعب من المياه الجوفية سنويا وان هناك قانونا جديدا للمياه الجوفية يدرسه مجلس الوزراء لوضع إدارة جيدة ومتميزة للمياه الجوفية بصفة عامة باعتبار المياه الجوفية مصدرا مائيا مهما سيكون له شأن في المستقبل ودور محوري للتنمية. الاستخدام في الري ويعتبر الاستخدام المشترك لمياه النيل والمياه الجوفية والكلام للدكتور علام خاصة في مناطق وادي النيل والدلتا الاساس الذي تبني عليه الاهداف الاستراتيجية طويلة المدي في تنمية المصادر المائية التي يمكن الوصول اليها بالتدريج وذلك من خلال اعادة استخدام المياه المتسربة من النيل والترع الي الخزانات الجوفية باستغلال المياه الجوفية من الطبقات الحاملة لها. ولفت الوزير إلي ان مصر تعتبر من البلاد القاحلة التي تعتمد بصفة رئيسية علي نهر النيل كمورد وشريان مائي رئيسي ومهم والتي لا تعتمد علي الامطار في الزراعة.. فإن الخزان الجوفي بوادي النيل والدلتا يتشكل بصفة اساسية علي التسرب من نهر النيل والترع الموجودة فيها.. من هنا جاء تقسيم المياه الجوفية بمصر لقسمين: الاول الخزان الجوفي المتجدد في وادي النيل والدلتا وتبلغ سعته حوالي 005 مليار متر مكعب والثاني خزان جوفي غير متجدد بالصحراء الغربية. أحواض مائية تشير دراسات وأبحاث معهد بحوث المياه الجوفية بالوزارة الي ان حوض الحجر الرملي النوبي في مساحة تبلغ 03٪ من مساحة الجمهورية. كما يتواجد تحت تكوينات الحجر الجيري في الجزء الشمالي من الصحراء الغربية وبعض اجزاء شبه جزيرة سيناء ومصر العلياويمتد حوض الحجر الرملي النوبي عبر حدود مصر في السودان جنوبا وليبيا غربا وتشاد جنوب غرب. أما حوض الحجر الجيري فهو يظهر علي السطح في مساحة تبلغ حوالي 05٪ من مساحة الجمهورية في شمال الصحراء الغربية، كما يظهر في بعض اجزاء الصحراء الشرقية ووسط وشبه جزيرة سيناء وتحت سطح حوض نهر النيل. ويظر حوض المغر أعلي السطح في مساحة لا تتعدي 0002 كيلو متر مربع غرب الدلتا وجنوب منخفض القطارة ويمتد حتي غرب الفيوم وشمال الواحات البحرية ويختفي تحت حوض نهر النيل شرق طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي. وتشمل الاحواض الساحلية الممتدة علي ساحل البحر الأبيض غرب مدينة الاسكندرية وشمال سيناء وعلي امتداد سواحل مصر علي البحر الأحمر ولا يغطي سوي مساحة ضئيلة من الجمهورية. وبالنسبة لحوض النيل ووادي النيل من اسوان إلي البحر الأبيض المتوسط فهو يغطي مساحة لا تزيد علي 4٪ من مساحة الجمهورية. بينما يغطي حوض الصخور المتشققة معظم الصحراء الشرقيةوجنوبسيناء. المعرفة والتوعية والتعامل مع المياه الجوفية يختلف اختلافا بينا عن التعامل مع المياه السطحية فالمياه الجوفية هي المركبة غير المرئية من مكونات الدورة الهيدرولوجية للمياه علي سطح الارض لذلك فالمعرفة الخاصة بتقويم امكاناتها كما ونوعا وطرق ادارتها والمحافظة عليها قد تأخرت كثيرا عن تلك المتعلقة بالمياه السطحية. من هنا فقد بدأت وزارة الري بانشاء قطاع المياه الجوفية بالوزارة تتبعها ادارات عامة في كل المحافظات وانشأت معهدا بحثيا للمياه الجوفية ليجول بحثا في مجالاتها بخبراء واعدين ثم تعد الوزارة قانونا لإدارتها والحفاظ عليها. أوضح الدكتور علام ان آفاق ومحددات استخدام المياه الجوفية في مصر تختلف حسب الحوض وحدوده الجغرافية والهيدرولوجية ولدينا في مصر 6 أحواض للمياه الجوفية واولها المياه الجوفية في حوض النيل بالجزء الشمالي من الدلتا وهي ذات ملوحة مرتفعة نسبيا ولكن يمكن استخدامها في المزارع السمكية بنجاح اذا ما تأكد تواصل المصدر المائي واستخدامه مع ضمان التخلص من المياه في مواقع لا تؤدي إلي التدهور البيئي. وفي الجزء الشمالي - الأوسط من الدلتا يكون اتجاه حركة المياه الجوفية إلي أعلي مسببة مشاكل صرف.. كما ان نوعية المياه الجوفية شبه مالحة مما يؤثر علي انتاجية الاراضي لذلك فإنه قد يكون الصرف الرأسي مناسبا اذا ثبتت اقتصادياته مع استخدام المياه المنتجة في المزارع السمكية. ويكمل الوزير ان المياه الجوفية العذبة تبدأ في الظهور في منطقة وسط الدلتا فهي صالحة للشرب والصناعة والزراعة. كما ان هذا الخزان الجوفي يمكن استخدامه كخزان موسمي للمياه مثله مثل بحيرة ناصر تقريبا. أما منطقة جنوب الدلتا والوادي فإن المياه الجوفية بها ايضا صالحة لجميع الاغراض مع بعدها عن مصادر المياه متدنية النوعية ويمكن تطبيق الصرف الرأسي بها مع امكانية استخدام الخزان الجوفي كخزان موسمي ولكن لابد من التأكيد هنا علي تطبيق نظام حماية لمياه الخزان من التلوث. كنز مدفون ويقول وزير الري انه صحيح ان المياه الجوفية كنز مدفون تحت الارض باعتبارها من اهم المصادر المائية العذبة علي الارض كما تلعب دورا مهما في الاتزان البيئي وتصرف الانهار وبعدها النسبي عن سطح الارض وبالتالي عن متناول الانسان إلي جانب امتدادات احواضها وثبات درجة حرارتها وضآلة سرعة سريانها مما يؤدي لعدم التغير السريع في نوعية المياه وحجم المخزون لكن في الوقت نفسه قد تؤدي تراكمات الاثار السلبية الناتجة عن السحب الجائر والتلوث صعوبة العلاج ولابد ان نؤكد احقية الاجيال المستقبلية فيها. ولتلافي تلوث المياه الجوفية فقد حرصت الوزارة علي تصميم شبكة رصد نوعية اقليمية للمياه الجوفية بمصر وتم اختيار 091 موقعا بعناية ودقة موزعة علي مناطق استخدامات المياه الجوفية لمراقبة ورصد تلوث ونوعية المياه الجوفية.