[email protected] شهور قليلة ونذهب إلي صناديق الاقتراع.. وسيبدأ المرشحون بنفخ وجوههم.. وإطالة قاماتهم .. وشفط بطونهم.. ورسم إبتسامات زائفة كذئب خرج للصيد ليلا من أجل جمع أصوات الطيبين من الناس . الشعارات الانتخابية وقدح الكلام ضد كل شيء .. سيكون ميزة.. كما هو الحال في كل انتخابات.. وسنسمع كلاما لم نسمعه من قبل.. لأن كثرة من المرشحين مازالت تعبث بوعي الناس .. والكلام المعسول قد ينطلي علي بعضنا... لأن الفهلوة للأسف من سمات الانتخابات !! إذا عدنا إلي أرشيف المرشحين الدائمين والوجوه المتكررة في كل انتخابات سابقة.. وأجرينا مقارنة مع ما قالوه وفعلوه تحت القبة.. لعرفنا أن لغز الصنعة عند المرشحين واحد.. لأن الكلام ما بيتجمركش كما يقولون.. ولا بأس من تصعيد لغوي وشتائم هنا وهناك.. ونقد هنا وهناك.. والتصرف باعتبار أن المرشح طير كاسر.. يفيد في جمع أكبر عدد من الأصوات. ما بين من يطرح نفسه بإعتباره معارضة مضطهدة .. وذاك الذي يطرح نفسه بإعتباره موالاة مدعومة سرا أو علنا.. فإن علينا أن نتوقع أنغاما جديدة تنتهز الفرصة حتي تتأهل إلي نهائيات النواب .. الضحك علي ذقون الناس.. بات مكشوفا.. والمرشح الصادق عليه أن يقدم برنامج عمل وخطة واضحة وحلولا للمشاكل التي يراها.. لا أن يستأجر كاتبا أو صحفيا مغمورا لصياغة بيان ناري يخدر الأفئدة.. تقرأ فيه عن مشكلة البطالة ورفع الدخول وحل مشاكل المطحونين ورفع مستوي المعيشة... المرشح الصادق هو من يقول للناس ما الذي يستطيع فعله.. ولا يدغدغ عواطف الجماهير.. بكلام مجاني.. والناخب الذكي يستذكر كل المغامرات السابقة التي قادنا إليها مرشحون سابقون.. ومن يريد الفوز.. عليه أن يفوز بجدارته وليس بخديعة الناس واللعب بمشاعرهم وهمومهم.. والتذاكي عليهم بأنه مسنود أو مطلوب ويحمل لهم مصباح علاء الدين.. أو العصا السحرية التي تحول أحلامهم إلي حقيقة.. ما بين الذي يخطط لجعل المعجزات جزءا من حملته الإنتخابية.. وذاك الذي يخطط لتوزيع "بقج المساعدات".. وهذا الذي قرر أن يطرح نفسه بإعتباره حاملا لهموم الجماهير.. فالشعارات الإنتخابية المطبوعة والمنسابة عبر الحلوق الرطبة في مهرجانات الدعم والتأييد.. هي شعارات زائفة في أغلبها. في رائعته الشعرية يقول أحمد شوقي أمير الشعراء.. وكأنه يقصد بعض مرشحينا من شتي البرامج والشعارات: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا... يمشي في الأرض يهذي ويسب الماكرينا !!!