غدا .. سيتاح للمصريين جميعا .. الفرصة لإختبار جميع الفرضيات والرهانات..الوعود والتعهدات..الأرقام والإحصائيات.. الظواهر المحدثة وآخر التطورات.. دفعة واحدة سنكون جميعنا علي محك واحد .. كل الوعود الحكومية بيوم إنتخابي نظيف نزيه وشفاف .. ستُختبر دفعة واحدة .. وعلي مرأي ومسمع من آلاف المراقبين المحليين انتشروا في مختلف أرجاء مصر يحصون أنفاس العملية الإنتخابية .. غدا .. سيحسم الجدل حول نسب الإقتراع .. وسنعرف أيهما أصدق توقعات المعارضة المتشائمة .. أو تقديرات الحكومة المتفائلة .. أم أرقام الإستطلاعات المتكاثرة والمتناثرة هنا وهناك.. غدا .. ستُختبر ثقة المصريين بالعملية الإنتخابية .. وبمسار الإصلاح السياسي بمجمله .. ستُمتحن ثقتهم ببرلمانهم من حيث دوره وصورته وموقعه في نظامهم السياسي .. غدا سنري كيف ستتوزع الاتجاهات التصويتية عند المصريين .. وأي برلمان سيأتون به .. وسيكون بمقدورنا أن نقرر ما إذا كنا سنمضي في "تجريب المجرب" أم أننا سنجرؤ علي تغيير المسار وإحداث الإنعطافة في قادمات الأيام والإنتخابات .. غدا .. ستتاح لنا الفرصة لقياس أوزان وأحجام الأحزاب السياسية .. من شارك منها ومن قاطع الإنتخابات .. سنتعرف علي أوزان التيارات التصويتية .. وما إذا كانت تمتلك قوة تمثيلية أم أن مشاركتها في الإنتخابات ليست سوي فعل من أفعال "التبشير" .. غدا .. سيكون بمقدورنا أن نواجه "الإدعاءات" بالحقائق والأرقام.. غدا .. سنتعرف علي حجم التحول في نظرة المجتمع للمرأة .. وفي نظرة المرأة للمرأة .. بعد كل هذه البرامج المكثفة من التوعية والتدريب والتأهيل .. غدا .. سنتخبر الكوتة وسنعرف ما إذا كانت تخدم تمثيل المرأة فعلاً .. أم أنها خرجت عن مراميها .. غدا .. ستتاح لنا فرصة البحث والتمحيص والتنقيب في الجداول والأرقام .. التي نأمل أن تنشر .. وأن تنشر جميعها .. وأن تنشر في الوقت المناسب والشكل المناسب الذي يمكن من إستخدامها .. فما حدث في 5002 من حجب وتأخير في نشر المعلومات عن بعض المرشحين ولجان الفرز .. أمر لا يمكن تبريره .. ونأمل ألا يتكرر الآن .. فشفافية الانتخابات لا تكتمل إلا بالنشر الشفاف لكل المعلومات المتصلة بها .. غدا .. سيتاح لكل مصري ومصرية التعبير عن رأيه بكل حرية .... غدا .. يوم الإمتحان الكبير الذي سيفرز برلمانا جديدا .. نأمل أن يكون قويا فاعلا ويلعب دوره الحقيقي في حياتنا السياسية..!