عندما تقتسم الأسرة الكبيرة طعامها بالقطع يكون نصيب أفرادها أقل، من الأسرة الصغيرة.. هذا ما جسده بوضوح فيلم »أفواه وارانب«، واستخدمته وزارة الاسرة والسكان في الدعاية لتنظيم الأسرة والتفكير أولا قبل انجاب مولود جديد.. وفي الاسبوع الماضي احتفل العالم باليوم العالمي للسكان، واجتمع المجلس الأعلي للسكان برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء.. وكانت المفاجأة تلك الأرقام والمؤشرات »المقلقة« التي عرضتها السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان. قالت الأرقام ان عدد المواليد عام 6002 بلغ 58.1 مليون طفل لكنها ارتفعت إلي 2.2 مليون طفل عام 9002! ولم تكن الزيادة في المواليد فحسب بل وانخفضت معدلات الوفيات نتيجة زيادة الرعاية الصحية بالامهات والاطفال.. ولما كان قرار تنظيم الأسرة شأن خاص لا تتدخل فيه السياسة، لكنه يعتمد علي الاقناع الداخلي وقدرة ولي الأمر علي الانفاق، فإن العلاج يتطلب مداخل اخري بدأت وزارة الاسرة والسكان اخذها في الاعتبار. ومن أهم الوسائل التي اراها انها الافضل تحسين أوضاع الأسر الفقيرة لمساعدتها اقتصاديا واجتماعيا، بدلا من الثقافة القديمة لهذه الاسر التي تقوم علي ان الأطفال الجدد مصدر رزق بعد تشغيلهم في الأعمال المتدنية من أجل بضعة جنيهات، وتعامل أصحاب الأعمال معهم بعنف واستخدام اساليب بذيئة بدعوي تعليمهم »الصنعة«.. وأيضا خروج الفتيات صغيرات السن للعمل لتتعرضن للقهر والتحرش.. وتظهر تلك الظواهر بوضوح في المحافظات والقري التي تعاني من انخفاض مستوي المعيشة ويتبع هذا الاجراء خاصة بعد الخريطة السكانية التي اعدتها وزارة الأسرة والسكان توجيه القوافل وطبيب الاسرة والرواد إلي القري والكفور بدعم من الدعاة لنشر الوعي بخطورة القضية والتركيز علي دور المرأة باعتبارها نقطة الارتكاز والخط الأول للمواجهة، وقد اظهرت نتائج المتابعة ان وسائل تنظيم الأسرة لا تصل الا لنحو 06٪ من المستهدفين.. كذلك التوعية بمشاكل تزويج البنات القاصرات تحت سن 81 بعد ان ارتفع عدد حالات زواج القاصرات إلي عشرة آلاف حالة تمت احالتها إلي القضاء. ان قضية الزيادة السكانية ليست مجرد قضية زيادة عدد.. بل زيادة تحسين النوع في ظل السباق العالمي الذي يركز علي مستوي الطفل بدءا من الحمل إلي توفير الرعاية الصحية والتعليم.. والحاجة إلي الاقتناع ان طفلين قرار عقلاني يستند إلي وعي الأسرة، ودور الجمعيات الأهلية والحكومة حتي لا تتوارث الاسرة الفقر والجهل والمرض، بل ترزق الأسرة باطفال تتباهي بها في ظل حياة أفضل. وفي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكان اختارت مصر هذا العام شعارا يؤكد ان كل إنسان هو محل الاهتمام والرعاية وتوفر له كل حقوقه. تهنئة لوزارة الأسرة والسكان بمناسبة الانتهاء من اعداد المرصد القومي الذي يحدد من هم المستهدفون بالرعاية اقتصاديا وتعليميا وثقافيا لانها ضربة البداية والطريق الصحيح لكسب المعركة.