تعاملت قيادات المجلس العسكرى مع ما يفعله الاخوان المسلمون على انه نوع من العبث , او التصرفات غير المسئولة , ورغم ان الحوار والاتصال بين قيادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة كان يتم بشكل يومى ولا ينقطع , الا انه فى الاسبوعين الاخيرين حدث ما يشبه القطيعة , التى وصلت الى حد ان اعضاء المجلس العسكرى اصبحوا لا يردون على تليفونات اعضاء الجماعة, مهما بلغت درجة التنظيمية داخل الجماعة او الحزب. لم يجد خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد , ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة , الا ان يطلبا تحديد موعد عاجل مع المجلس العسكرى , لكن الغلطة التى ارتكبها الشاطر كانت طلبه ان يكون اللقاء مع اعضاء المجلس العسكرى جميعا, وهو ما استفز قيادات المجلس معتبرين ان طلب الشاطر يفتقد اللياقة , فليس من حقه ان يحدد من سيقابله , ولا متى .. ولا أين؟ فكل هذا متروك لقيادات المجلس. كان القرار ان يجتمع رئيس الأركان الفريق سامى عنان وحده مع خيرت الشاطر ومحمد مرسى , اعتقد الشاطر انه يمكن ان يقول كل ما يريده , فبدأ بالعتاب للمجلس العسكرى الذى لا يرد على اتصالات الإخوان .. بل ان كل قنوات الاتصال انقطعت مرة واحدة .. لكن سامى عنان لم يقبل عتاب الشاطر .. ولم يلتفت له من الاساس .. حاول محمد مرسى ان يخفف من الجو الذى بدا مشحونا , لكن يبدو ان قدر هذه الجلسة كان ان تظل مشحونة وساخنة حتى لحظتها الأخيرة. بدأ خيرت الشاطر كلامه بأن جماعة الإخوان ستلتزم بأى شئ تتفق عليه مع المجلس العسكرى, وقبل ان يكمل كلامه قاطعه الفريق سامى عنان قائلا له : لم يكن لديكم اى التزام بأى اتفاق بداية من 54 حتى الآن. حاول خيرت الشاطر ان يلعب بورقة ترشيحه للرئاسة , قال للفريق سامى عنان , انه يقاوم ضغوطا كثيرة من الجماعة التى يصر عدد كبير من أعضائها على ان يرشح نفسه للرئاسة , لكن سامى عنان رد عليه باستخفاف قائلا : انت تعرف انك لا تستطيع ان تفعل ذلك .. فأنت محروم سياسيا حتى الآن ولم يصدر لك رد اعتبار فى قضية ميليشيات الأزهر .. وليس أمامك طريق آخر تلجأ إليه الا القضاء العسكرى , الذى سيطبق القانون عليك كما يطبقه على غيرك دون تدخل من أحد. كانت كل الطرق امام خيرت الشاطر مغلقة والطريق غير ممهد , خرج من تلويحه بورقة ترشحه للرئاسة بورقة اخرى , وهى حكومة الجنزورى التى لا يريد المجلس العسكرى ان يقيلها لأنها حكومة فاشلة وانها لم تنجح فى حل اى ازمة من الأزمات الأخيرة التى تعرض لها الوطن. وكانت المفاجأة ان سامى عنان لم يتفاعل على الإطلاق مع ما قاله الشاطر , بل قال له : أنتم وراء كل ما يحدث من أزمات الآن .. وكل ذلك من أجل ان تثبتوا ان حكومة الجنزورى فاشلة , وهو غير صحيح.