دبلوماسيون: أمريكا تشك أن يفي نتنياهو بمطالبها بيريز يقترح دولة ذات حدود موقتة.. والفلسطينيون يرفضون سولانا يرى فرصة لاستئناف محادثات السلام فيما يمكن اعتباره موافقة على حل الدولتين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو لأعضاء الكنيست الرافضين لمبدأ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية: "ما هو البديل؟ وماذا تقترحون؟". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الخميس (11/6/2009) أن عدداً من أعضاء الكنيست من حزب الليكود عقدوا مساء الأربعاء لقاءً مع نتنياهو، اعربوا خلاله عن معارضتهم التامة لمبدأ الدولتين، وهو ما ردّ عليه نتنياهو بقوله: "هناك تحديات كبيرة تواجه مستقبل إسرائيل التي يجب العمل من أجل بقائها كدولة يهودية.. على مدار الأجيال، وهناك اعتبارات أخرى أنتم غير مطلعين عليها". جاء ذلك في الوقت الذي صرح فيه عدد من أعضاء الكنيست بالليكود أنه "بات واضحاً لهم في الحزب أنه سوف تكون هناك دولة فلسطينية". يشار أن الولاياتالمتحدة الأمريكة تمارس ضغوطاً شديدة على إسرائيل- منذ تولي الجمهوري أوباما سدة الحكم في البيت الأبيض- من أجل إحلال السلام مع الفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية، وهو ما تمثل في مطالبة تل أبيب بوقف الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية، وتبني حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية- الوارد في خطة "خريطة الطريق". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي سرعان ما سارع برفض وقف الأنشطة الاستيطانية بالضفة، مؤكداً أن ذلك "حق مشروع لإسرائيل.. تلبية للنمو الطبيعي لعدد السكان". ورفضت كافة الأوساط السياسية الإسرائيلية حل الدولتين، معتبرة أن ذلك يشكل خطورة على "وجود الدولة الإسرائيلية"، وهو ما دعا البعض للتحايل على الضغط الأمريكي باقتراح مناطق حكم ذاتي أو مناطق تقع تحت السيطرة الفلسطينية. وأعقب ذلك نوعاً من الاحتقان في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، جعل بعض المسئولين الإسرائيلين يصرحون أنه لا مفر من إقامة الدولة الفلسطينية.. حفاظاً على العلاقات مع أمريكا. دبلوماسيون: أمريكا تشك أن يفي نتنياهو بمطالبها: وقال دبلوماسيون غربيون الخميس ان الولاياتالمتحدة تتشكك في ان الخطاب المقرر أن يوجهه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع المقبل سيرضي مطالب الرئيس الامريكي باراك أوباما من أجل صنع السلام. وذكرت مصادر قريبة طلبت عدم الكشف عن هويتها ان مسئولين امريكيين أطلعوا مسئولي اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط على نتائج مباحثاتهم مع نتنياهو وعبروا عن تشككهم في انه سيقدم تعهدات واضحة وملموسة طال انتظارها بشأن المستوطنات أو الدولة التي يسعى أوباما للحصول عليها. وقال دبلوماسي غربي كبير "الامريكيون غير راضين عما قيل لهم". وذكر دبلوماسيون ان نتنياهو يريد التفاوض على تسوية تسمح بمقتضاها واشنطن على الاقل ببعض "النمو الطبيعي" أو البناء في المستوطنات الحالية حتى تستوعب النمو السكاني لكن حتى الان يرفض اوباما التراجع عن رأيه. وقال دبلوماسي غربي اخر عما دار بين نتنياهو والمبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل في القدس هذا الاسبوع "كانوا يقولون ان اضافة غرفة الى منزل ليس نموا طبيعيا." وذكر مسئولون اسرائيليون ان نتنياهو لم ينته بعد من اعداد خطابه لكنه سوف يركز على خارطة الطريق التي تنص على اقامة دولة فلسطينية جنبا الى جنب مع اسرائيل. وأضافوا انه سيحث الدول العربية على اجراء محادثات سلام مع اسرائيل. وصرح مسئولون اسرائيليون ودبلوماسيون غربيون انه من غير الواضح ما اذا كان نتنياهو سيستخدم خطابه للموافقة صراحة على هدف اقامة الدولة الذي تدعمه واشنطن. ورجح مسئول غربي كبير الا يصل الامر بنتنياهو الى دعم قيام دولة فلسطينية وتوقع ان يتعهد بدلا من ذلك بالعمل نحو هدف مبهم لحكم ذاتي فلسطيني. بيريز يقترح دولة ذات حدود موقتة.. والفلسطينيون يرفضون: على الصعيد ذاته،اقترح الرئيس شيمون بيريز الخميس اقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، في اطار ترتيب مع الفلسطينيين يسبق تسوية للنزاع؛ وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية بشكل قاطع. وخلال لقاء مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الخميس، قال بيريز: "خريطة الطريق ترسم آلية واضحة وينبغي تطبيق المرحلة الثانية من هذه الخطة القاضية باقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة". واعتبر بيريز انه على الطرفين "اتخاذ التزام واضح بان تصبح هذه الحدود دائمة بعد انقضاء فترة يتم الاتفاق عليها". وسارعت كذلك الرئاسة الفلسطينية الخميس الى اعلان رفضها القاطع لاقتراح الرئيس الاسرائيلي؛ حيث قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة: "اقتراح بيريز مرفوض بشكل قاطع تماما، فهو عودة بالامور الى نقطة الصفر... والسلام يكون على اساس حل الدولتين فقط؛ وهذا المقترح سيؤدي الى تاجيل حل الدولتين ونحن نرفضه كفلسطينيين وعرب ومسلمين.. كما يرفضه المجتمع الدولي". وشدد أبو ردينة ان الموقف الفلسطيني هو المطالبة "بدولة فلسطينية مستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية". والجدير بالذكر ان "خريطة الطريق" هي خطة سلام مدعومة من الاسرة الدولية تنص على تسوية على مراحل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وصولا الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وتفرض هذه الخطة في مرحلتها الاولى بصورة خاصة تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف "العنف" من جانب الفلسطينيين, غير انها لا تزال حبراص على ورق منذ اطلاقها عام 2003. كما انها تنص في مرحلتها الثانية على خطوة "اختيارية" تقضي باقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة في انتظار التوصل الى تسوية دائمة. وصدرت تصريحات بيريز قبل خطاب مرتقب يلقيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ويعرض فيه رؤيته للسلام مع الفلسطينيين. سولانا يرى فرصة لاستئناف محادثات السلام: من جانبه، رأى خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط قد تؤدي الى استئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية اذا استخدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو النغمة الصحيحة في خطابه المقرر يوم الاحد. وخلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في القدس المحطة الاولى في رحلته الدبلوماسية التي يجري خلالها محادثات مع القيادات الاسرائيلية والفلسطينية واللبنانية والمصرية، قال سولانا: "هناك أشياء كثيرة مهمة تحدث". وصرح سولانا بأن هذه قد تكون لحظة جيدة "لنرى كيف نعيد الموقف الى شيء يمكن ان يتحرك في الاتجاه الصحيح" بعد سنة من عدم تحقيق تقدم في عملية السلام وبعد الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال منسق السياسة الخارجية الاوروبية انه سيكون مفيدا اذا ما التزم نتنياهو خلال خطابه السياسي "بحل الدولتين" وتجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. واستطرد "هذا ما نتوقع سماعه وأنا متأكد من أن شيئا من هذا القبيل سوف يحدث." وأحجم سولانا عن التكهن برد فعل الاتحاد الاوروبي اذا ما استمر نتنياهو في عرقلته لاتفاق سلام ينص على اقامة دولة فلسطينية. ويرأس نتنياهو ائتلافا يمينيا يضم أحزابا ترفض أي وقف للنشاط الاستيطاني. وكانت قوى غربية وحكومات اسرائيلية سابقة قد وافقت على مبدأ اقامة دولتين كحل وحيد دائم للصراع. ("يديعوت أحرونوت" / ووكالات)