البرلمان الثامن عشر منذ الاستقلال يولد مساء اليوم في انتخابات تجرى للمرة الاولى في يوم واحد وللمرة الاولى تحت انظار العالم واهتمامه.كان هذا هو محور الصحافة اللبنانية فقالت جريدة النهار اللبنانية اكثر من 3 ملايين و257 الفاً مدعوون الى الاقتراع اليوم لاختيار 125 نائباً بعدما فاز 3 نواب بالتزكية.واذا كانت التحضيرات اللوجستية اكتملت، فان التأكيدات الرسمية بالحياد والنزاهة كانت محور المواقف التي اعلنها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود. ووسط صمت فرضه قانون الانتخاب على المرشحين، ارتفع صوت البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير محذّراً من خطر على الكيان والهوية العربية للبنان. واذ استأثر هذا الموقف من سيد بكركي باهتمام واسع محلياً وخارجياً، وصفته المعارضة بانه "موقف انتخابي" في حين اعتبرته اوساط الموالاة بانه "حق" مارسه رأس الكنيسة المارونية في ادق مرحلة من تاريخ لبنان. كذلك كان للرئيس سليمان موقف مهم من الانتخابات ادلى به خلال لقائه هيئات رقابية دولية، مؤكداً "حياد الدولة باجهزتها ومؤسساتها كافة"، ومشددا على "عدم التدخل في مجريات العملية الانتخابية في اي منطقة من المناطق او اي دائرة من الدوائر لناحية الترشح او العزوف او تشكيل اللوائح او ترتيب التحالفات". وهو كان اطلع مساء امس من وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على آخر المعلومات المتعلقة ببطاقات الهوية المزوّرة والتدابير التي اتخذت لكشفها.وعقد بارود مؤتمراً صحافياً خلال النهار تحدث فيه عن موضوع الهويات المزوّرة التي أثير موضوعها في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء الثلثاء الماضي. وجزم بأنه "سيكون من النادر أن يأتي اشخاص (بهويات مزورة) الى لجان القيد لأن البطاقة المزورة ستكشف فورا". وقالت اوساط سياسية مواكبة "ان التساءل يتركز على واقع الحال في المناطق الخارجة عن سلطة الدولة ومدى القدرة على ضبط اي محاولات لاستخدام وثائق مزورة في الاقتراع".صفير وكان البطريرك صفير القى عظة امس في بكركي قال فيها: "(...) عام 1943 تعاهدنا على ميثاق وطني حقق لنا الاستقلال وارتضينا العيش المشترك. وبعد خمس سنوات تعرض استقلالنا لمواجهة تغلبنا عليها بتضامننا. وبعد قرابة نصف قرن وحروب مشؤومة دفعنا معها اثمانا باهظة جددنا ميثاقنا في الطائف. ومنذ اربع سنوات انتفضنا على الهيمنة السورية واستعدنا استقلالنا الوطني. واذا بنا اليوم امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية. وهذا خطر يجب التنبه اليه. لذلك فان الواجب يقضي علينا بأن نكون واعين لما يدبّر لنا من مكائد ونحبط المساعي التي ستغيّر، اذا نجحت، وجه بلدنا". ودعا الجميع الى "التنبّه الى هذه المخاطر والى اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبت الهوية اللبنانية ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الاخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز. ولا يضيع حق وراءه مطالب". يوم الاختيار والقرار والديموقراطية وصفت جريدة المستقبل هذا اليوم انه يوم استثنائي يعلن فيه اللبنانيون قرارهم في صناديق الاقتراع ويحددون فيه مصير وطنهم. واكدت انه في ظل وعي لبناني استثنائي لأهمية المعركة الانتخابية ومفصلية نتائجها التي سوف ترسم، ليس فقط مرحلة ما بعد انتخابات اليوم التي تبدأ غداً، إنما أيضاً صورة مستقبل لبنان وهويته. ومع اكتمال الاستعداد الرسمي الأمني والإداري والقضائي واستنفار القوى السياسية والماكينات الانتخابية لليوم الانتخابي الواحد في كل الدوائر على مساحة لبنان، ارتفع أمس صوت سيد بكركي البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير منبهاً من "اننا اليوم أمام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية"، مناشداً، في يوم الانتخابات المفصلية "اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبت الهوية اللبنانية"، داعياً إلى إحباط مساعي "تغيير وجه لبنان". صفير وفي عظة ألقاها البطريرك صفير في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي أثناء ترؤسه قداس اختتام الخلوة السنوية للأساقفة الموارنة في لبنان وبلدان الانتشار بعنوان "لا يضطرب قلبكم ولا يخف" قال صفير: "إذا استعرضنا ما نحن فيه في بلدنا الأول لبنان، خصوصاً في هذه الأيام التي سيدعى فيها اللبنانيون إلى الإدلاء بأصواتهم لا يمكننا إلا أن نأسف شديد الأسف لما نراه من انقسامات عميقة في صفوفهم، فيما كان الواجب يقضي عليهم برصّ صفوفهم وتوحيد آرائهم، محافظة منهم على وجودهم وكيانهم وتراثهم، خصوصاً أن المنحى الذي تتخذه الأحداث التي نشهدها لا تبعث على الطمأنينة والأمل الكبير. وهناك ثوابت تاريخية لا يمكننا أن نتجاهلها أو نتناساها، هي أننا: سنة 1943 تعاهدنا على ميثاق وطني حقّق لنا الاستقلال وارتضينا العيش المشترك، وبعد خمس سنوات تعرّض استقلالنا لمواجهة تغلّبنا عليها بتضامننا، وبعد قرابة نصف قرن وحروب مشؤومة دفعنا معها أثماناً باهظة، جدّدنا ميثاقاً في الطائف، ومنذ أربع سنوات انتفضنا على الهيمنة السورية، واستعدنا استقلالنا الوطني، وإذا بنا اليوم أمام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية. وهذا خطر يجب التنبّه له. لهذا إن الواجب يقضي علينا بأن نكون واعين لما يُدبّر لنا من مكايد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغيّر، إذا نجحت، وجه بلدنا. ولهذا إنّا ندعو الجميع إلى التنبّه لهذه المخاطر وإلى اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبّت الهوية اللبنانية ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الأخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز، ولا يضيع حق وراءه مطالب".