بيروت - بدأ ثلاثة ملايين لبناني اليوم الأحد 7-6-2009 الاقتراع في انتخابات تاريخية، حيث انطلقت العملية الانتخابية في تمام السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي وسط إجراءات أمنية هي الأشد والأوسع في تاريخ البلاد. وعقب الإدلاء بصوته في منطقة جبيل، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه "راض عن سير الانتخابات"، خاصة أنهت تجرى في يوم واحد لأول مرة، مؤكداً أنه "لا يدعم مرشحاً على آخر"، بل يؤيد مصلحة لبنان، "
وقال سليمان إن الانتخابات ستنتهي إلى "حكومة وحدة وطنية"، داعياً الفرقاء إلى "التخلص من الخطاب السياسي المتشنج" عقب المعركة الانتخابية.
وأشار إلى أن "جلسات الحوار اللبناني ستتواصل بعد الانتخابات، لكن الأمر مرهون بنتائج الاقتراع وتولي رئيس الحكومة الجديد".
ومن ناحية أخرى، أكدت تقارير أن عددا من مراكز الاقتراع شهد زحاما هائلا ما أعاق الناخبون عن التصويت.
وانتقد الزعيم المسيحي ميشال عون "التدابير التي اتخذتها الحكومة لإدارة الانتخابات."
وانتشر حوالي 50 ألف جندي وعنصر قوى أمن لتأمين 1700 مركز اقتراع و26 دائرة انتخابية، حيث سيختار الناخبون 125 نائباً من اصل 128 بعدما فاز ثلاثة نواب بالتزكية.
وستتواصل عملية الاقتراع حتى الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي ( 16,00 بتوقيت جرينتش).
وقال وزير الداخلية والبلديات اللبناني زياد بارود في مؤتمر صحافي أمس السبت إنه تم إقرار خطة أمنية للانتخابات بالتعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي، مؤكداً أنه "لن يكون هناك تعاون مع مثيري الشغب، أو تهاون مع الخروقات الأمنية".
جدير بالذكر أن هناك أكثر من 200 مراقب دولي من الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر سيراقبون الانتخابات، مشيراً إلى أن عودة المغتربين مرجعها أن قانون الانتخاب اللبناني لا يعطي الحق في التصويت بالخارج.
وإلى ذلك، عادت مجموعات كبيرة من المغتربين للمشاركة في التصويت. ويتوقع أن يكون للقادمين من الخارج دور مهم في حسم المعركة الانتخابية.
كما أن بيروت "تشهد حالة من الهدوء والترقب والحذر في ظل حواجز تفتيش أمنية وإجراءات صارمة لتنفيذ قرار وقف الحملات الانتخابية والالتزام به".
ويتنافس في الانتخابات التحالف المدعوم من الغرب والفريق الذي يقوده حزب الله حليف طهران ودمشق. وتفيد استطلاعات الرأي بأن الفائز سيربح الانتخابات بفارق مقعدين أو ثلاثة.
وتتوقع بعض الاستطلاعات بتحقيق انتصار بفارق ضيق لحزب الله الشيعي الذي تدعمه سوريا ولبنان ولحلفائه ومن بينهم الزعيم المسيحي عون.
ويواجه عون وهو قائد سابق للجيش منافسين مسيحيين في صورة حزب الكتائب بزعامة الرئيس السابق أمين الجميل والقوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع.
وحذر بطريرك الموارنة في لبنان الكاردينال نصر الله بطرس صفير أمس السبت من "تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية" في تصريحات فسّرت على أنها هجوم مستتر على حزب الله.
ولكن كثيرين يتوقعون تشكيل حكومة ائتلافية واسعة تضم أحزابا من الجانبين بصرف النظر عن النتيجة.
وربطت الولاياتالمتحدة التي تصم حزب الله بأنه جماعة إرهابية مساعدات لبنان في المستقبل بشكل وسياسات الحكومة التي تحل محل حكومة الوحدة الوطنية الحالية وحزب الله جزء من الحكومة الحالية.
ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط الذي يرى مراقبون انه يلحق الغبن بالأقليات ولا ينتج نخباً جديدة. ومدة ولاية المجلس النيابي أربع سنوات.
وتملك قوى 14 آذار في المجلس الحالي 67 مقعداً، بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالإضافة إلى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب أنطوان غانم في سبتمبر/أيلول 2007.
وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من "الخطر الإيراني" في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، أكد حزب الله "إسقاط المشروع الأمريكي"، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون إلى تغيير الأكثرية الحالية محملاً إياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.
ووقعت حوادث أمنية متفرقة في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، ولكن هذه التوترات تم احتواؤها في الأغلب من قبل الزعماء الذين دفع تنافسهم البلاد إلى حافة الحرب الأهلية العام الماضي.