بيروت - أدلى الناخبون اللبنانيون بأصواتهم فى انتخابات حاسمة، أمس، أشارت نتائجها غير الرسمية إلى فوز تحالف 14 آذار بقيادة سعد الحريري، وخسارة تحالف المعارضة بقيادة «حزب الله». وقال مساعد لزعيم الأكثرية اللبنانية سعد الحريري إن الأكثرية المدعومة من الغرب فازت فى الانتخابات النيابية. كما أكد مصدر بوزارة الداخلية اللبنانية أن المعارضة التى يقودها حزب الله خسرت فى الانتخابات.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر سياسي رفيع مقرب من «حزب الله» قوله إن التحالف المؤيد لسوريا خسر الانتخابات البرلمانية أمام تحالف 14 آذار المدعوم من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية. وقال المصدر- الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه- رويترز: «خسرنا الانتخابات.. نحن نقبل بالنتيجة بوصفها إرادة الشعب».
وكان وزير الداخلية زياد بارود قد قال إن نسبة الاقتراع بلغت 46% قبل إقفال صناديق الاقتراع، مما يشير إلى أنها تجاوزت نسبة 45% التي سجلت فى انتخابات عام 2005.
وقبيل انتهاء التصويت، أطلق أنصار المعارضة اللبنانية أعيرة نارية فى الهواء أمام محطة تليفزيونية يملكها سعد الحريري، زعيم الأكثرية الحاكمة المدعومة من الغرب فى لبنان. ولم يُصَب أحد فى الحادث الذي وصفه مسؤول مقرب من وزارة الداخلية بأنه محاولة من جانب البعض لإثارة نزاع وسط الإقبال الكبير للناخبين.
وجرى التنافس على 125 مقعدا فى البرلمان اللبناني من أصل 128 مقعدا بعدما فاز 3 مرشحين بالتزكية، فيما يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت 3 ملايين و257 ألف ناخب.
وتتركز المعركة على حوالي 30 مقعدا فقط، إذ يجمع المحللون على أن المقاعد الأخرى محسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة فى المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية. وتتوزع المقاعد المتنازع عليها فى الدوائر الانتخابية ذات الغالبية المسيحية كون المسيحيين مقسومين بين الأكثرية والمعارضة.
وركزت قوى «14 آذار» حملتها على التحذير من «الخطر الإيراني» فى حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. وفى المقابل، تعهد حزب الله «بإسقاط المشروع الأمريكي» فى حال فوزه بالانتخابات.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود أن الإقبال على الاقتراع كان «كثيفا»، معتبرا أنه «دليل عافية»".
وقال بارود بعد الإدلاء بصوته فى مسقط رأسه فى جعيتا شمال شرق بيروت «الإقبال الكثيف على الاقتراع دليل عافية، المهم أن نفسح المجال ليتمكن أكبر عدد من الاقتراع». وأوضح أن الوزارة بدأت «توزيع معزل إضافي فى أقلام الاقتراع لتسريع العملية».
وأكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعمه لجميع مرشحي الانتخابات النيابية، مشددا على أن «الديمقراطية نعمة يجب أن نحافظ عليها».
وقال سليمان بعد الإدلاء بصوته فى بلدته عمشيت فى قضاء جبيل شمال بيروت «من قال إننى أدعم مرشحين ضد آخرين وكيف علموا ذلك؟». وأضاف «أنا أؤيد المصلحة اللبنانية العليا وهذا ظاهر فى جميع أعمالى».
وأكد سليمان أن الحوار سيستمر بين الفرقاء اللبنانيين، مشيرا إلى أن انعقاد جولة الحوار المقبلة «مرهون بنتائج الانتخابات حتى يحضر رئيس الحكومة المقبل».
ودعا سليمان السياسيين إلى «خفض وتيرة الخطاب السياسى المتشنج والانطلاق معا لبناء لبنان». واعتبر سليمان أن الخطر الأول للبنان هو إسرائيل والثانى هو الخلاف الوطنى.
ووصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الانتخابات البرلمانية باليوم المشهود، معتبرا أنها تتيح لكل اللبنانيين التعبير عن رأيهم.
واعتبر زعيم الأكثرية اللبنانية سعد الحريري أن الانتخابات «عرس ديمقراطي». وقال الحريري بعد الإدلاء بصوته فى منطقة البيال وسط بيروت «إن هناك من يسعى إلى تفريقنا على أساس الطائفة والمنطقة عبر الخطاب العالي، ولكن هناك سرا عظيما يجمعنا فوق الطوائف والمناطق وهو أعظم من كل الألوان،
فما يجمعنا هو لبنان وحبنا جميعا لهذا البلد». وأضاف «سنقف فى وجه من يريد منعنا أن نتخيل أننا يمكننا أن نعيش يوما واحدا من دون أزمات، فى دولة يقودها رئيس حكم بحكمة».
ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمى كارتر خلال جولة له فى مركز اقتراع فى حي الأشرفية فى بيروت عملية الاقتراع التى يشرف عليها أكثر من 200 مراقب دولي بالجيدة.
وأكد رئيس معهد كارتر لمراقبة الانتخابات أنه لا يخشى "نتائج الانتخابات وإنما يخشى احتمال عدم قبول الشعب نتائجها بروح ودية".
وقال كارتر إنه أجرى اتصالات مع عدد من المسئولين الأمريكيين وأنهم أكدوا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسؤولى إدارته سيقبلون قرار الشعب اللبناني سواء كان الفوز من نصيب الموالاة أو المعارضة. وأضاف «لا أشك فى أن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع الحكومة اللبنانية».
ومن جهة أخرى، حذر العديد من الوزراء الصهاينة، أمس، من مخاطر فوز محتمل لحزب الله، معتبرين أن ذلك يتيح لإيران توسيع نفوذها فى لبنان.
وقال وزير المالية يوفال شتاينيتز «إذا فاز حزب الله بالانتخابات فإن ذلك سيوجد كيانا إيرانيا فى الشرق الأوسط بعد كيان حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.
وأضاف الوزير المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أن إيران بصدد محاولة السيطرة على لبنان وهذا يشكل تطورا بالغ السلبية».
أما وزير الداخلية ورئيس حزب شاس المتطرف ايلى يشائى فاعتبر أنه إذا حصل حزب الله «على الأغلبية فى البرلمان فإن ذلك سيعنى أن لبنان تحول إلى دولة إرهابية».