الاهرام :26/5/2009 إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعي بالفعل الي التغيير ويؤكد للأمريكيين ولشعوب العالم احترامه للقانون ولحقوق الانسان ويرغب في أن يفصل بين حكمه وبين الحقبة السوداء من حكم جورج بوش, فمن واجبه أن يقدم للمحاكمة كل المتورطين في جرائم التعذيب التي ارتكبت في حق المعتقلين في السجون الأمريكية. لا يكفي أن يسمح الرئيس الأمريكي بالكشف عن السجلات السرية التي يحتفظ بها جهاز المخابرات الأمريكي الخاص بعمليات التعذيب التي ارتكبت ضد المعتقلين في جوانتانامو. لقد أساءت هذه الاجراءات الي صورة أمريكا التي تدعي قيادة الديمقراطية في العالم وأزاحت الستار عن جانب آخر من عنصرية جورج بوش وإدارته تجاه المعتقلين المسلمين ولتصحيح هذه الصورة والتأكيد علي أنه ليس هناك أحد فوق القانون فمن الواجب تقديم المحققين المتورطين في جرائم التعذيب لمحاكمات يشهدها العالم حتي يكونوا عبرة للعاملين في مختلف أجهزة الأمن داخل الولاياتالمتحدة وخارجها ممن اعتادوا استخدام الأساليب المنحطة ضد المتهمين. لقد نجحت الضغوط التي قام بها عدد من المحافظين في الكونجرس وفي قيادات الجيش والمخابرات الأمريكية في دفع الرئيس الأمريكي للتراجع عن نشر صور التعذيب التي ارتكبت في عدد من السجون الأمريكية في العراق وأفغانستان بحجة أن هذه الصور لن تخدم العدالة بل ربما تعرض الجنود الأمريكيين في الدولتين لانتقام أسر هؤلاء المعتقلين وتراجع أوباما أيضا عن محاكمة المحققين والأطباء الذين ارتكبوا أو أشرفوا علي عمليات التعذيب ضد المعتقلين المسلمين في جوانتانامو, وكان أولي به كشف هؤلاء المجرمين للرأي العام الأمريكي والعالمي. كان علي أوباما أن يكشف عن الدول الصديقة لواشنطن التي سمحت باستخدام سجون سرية في أراضيها لتعذيب المعتقلين المسلمين حتي تضع الأممالمتحدة هذه الدول في قائمة سوداء وتفرض عقوبات صارمة عليها. في الأسبوع الماضي وقع ألف أستاذ وطالب بجامعة ستانفورد الجامعة رقم2 في قائمة أفضل500 جامعة حول العالم عريضة تطالب بمحاكمة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس لضلوعها في جرائم التعذيب, واعترافها في العام الماضي خلال زيارة لها لألمانيا أمام الصحفيين بأن حكومة جورج بوش اضطرت الي استخدام سجون سرية في عدة دول لدفع المتهمين للاعتراف بمعلومات تفيد المحققين في الحرب علي الارهاب. أخشي أن يواصل أوباما تراجعاته ويرضخ لجماعات الضغط اليهودية في بلاده التي تعمل لحساب اسرائيل فيما يتعلق بالشرق الأوسط خاصة مع استمرار الانقسام الفلسطيني وازدياد الضعف العربي.