طالبت منظمة العفو الدولية، أمس الأربعاء، الإدارة الأمريكية بالتحقيق في دور جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي السابق، ومسؤولين آخرين في استخدام "أساليب الاستجواب المتقدمة" ضد المحتجزين سرًّا في سجون الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بعد اعتراف الرئيس الأمريكي في مذكراته بالسماح باستخدام هذه الأساليب. وقال بيان المنظمة: إن بوش أكد في مذكراته التي نشرت في كتاب مؤخرًا على تورطه شخصيًّا في السماح باستخدام "الإغراق بالمياه" ووسائل تعذيب أخرى ضد المعتقلين المهمين. وقال كلاوديو كوردون، المدير المسؤول بمنظمة العفو الدولية: "بموجب للقانون الدولي، تعد اعترافات الرئيس السابق بالسماح بمثل هذه الأساليب من التعذيب كافية لإجبار الولاياتالمتحدة على التحقيق في الأمر، وإذا ثبتت صحتها وقتها يجب محاكمته". وأكد كوردون على أن اعترافات بوش "تسلط الضوء من جديد على غياب المساءلة عن جرائم التعذيب والاختفاء القسري التي ارتكبتها الولاياتالمتحدةالأمريكية". وكان بوش قد ركز في كتابه على حالتين من المعتقلين ضمن البرنامج السري هما: أبو زبيدة المحجوز منذ أبريل 2002 في أماكن سرية، وخالد شيخ محمد الذي تم القبض عليه في مارس 2003 في باكستان، ونقل إلى سجن سري يتبع وكالة المخابرات الأمريكية. تم إغراق أبو زبيدة بالمياه 80 مرة، بينما تعرض خالد شيخ محمد لنفس وسيلة التعذيب هذه في نفس الشهر 183 مرة، طبقا لتقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية. وبعد ثلاث سنوات ونصف من الحبس انفراديا بمعزل عن العالم الخارجي في بقاع سرية، تم نقل خالد شيخ محمد إلى سجن عسكري في جوانتانامو، حيث بقي هو وأبو زبيدة و150 معتقلا آخرين دون محاكمة. وتضمنت وسائل التعذيب أيضا التهديد، التعريض لدرجات حرارة باردة والإجبار على البقاء بدون ملابس واستخدام القيود لفترات طويلة، والحرمان من النوم والاعتداءات الجسدية. وأوصى بيان المنظمة بمحاكمة كل المتورطين في الأمر، بما فيهم الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وفي حال غياب التحقيق الأمريكي، ينبغي على الدول الأخرى أن تجري هذا التحقيق بنفسها.