كتب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، في مذكراته الجديدة، أنه بعدما فقد الثقة في المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرودر، على خلفية انقلابه ضده في مسألة حرب العراق، لم يستطع استعادة علاقات طيبة معه مرة أخرى. ويناقش بوش، في المذكرات التي نشرت، اليوم الثلاثاء، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تحت عنوان "نقاط قرار" العلاقة الصعبة التي كانت تربطه بشرودر؛ حيث يقول بوش: إن المستشار الألماني السابق أكد له بشكل خاص على أنه يساند سياسته في العراق، إلا أنه غيَّر موقفه حتى يعاد انتخابه في عام 2004. وقاد شرودر ورئيسا فرنسا وروسيا آنذاك جاك شيراك وفلاديمير بوتين المعارضة الدولية لجهود الولاياتالمتحدة الدبلوماسية الرامية إلى حشد التأييد لغزو العراق. ويقول بوش: "باعتباري رجلا يقدر الدبلوماسية الشخصية، فإنني أعلق أهمية كبيرة على الثقة. ولكن عندما تنتهك هذه الثقة، يصبح من الصعب استعادة العلاقة البناءة مجددا". وتأثرت العلاقات الأمريكية الألمانية بشكل كبير بسبب حرب العراق. وصار الوضع أكثر قسوة عندما شبهت مسؤولة ألمانية بوش بأودولف هتلر، وهي الرواية التي تداولتها وسائل الإعلام الألمانية في سبتمبر 2002 . ويقول بوش عن التصريح الذي نسب إلى وزيرة العدل الألمانية آنذاك: "شعرت بالصدمة والغضب، وكان من الصعب تصور إهانة أبلغ من أن يقارنك مسؤول ألماني بهتلر". واستقالت وزيرة العدل الألمانية، هيرتا دويبلر جميلين، لاحقا، إلا أنها أنكرت الإدلاء بهذه التصريحات خلال اجتماع مع ممثلي الاتحادات العمالية. ووصف شرودر استقالتها بالملائمة. وكانت تلك التصريحات إشارة إلى تدني العلاقات الأمريكية الألمانية في مرحلة ما قبل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003. ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض التصريحات آنذاك بأنها "شائنة ويصعب تفسيرها". ويتناول بوش أيضًا، في مذكراته، حياته الأسرية والثمانية أعوام التي قضاها في البيت الأبيض. كما يناقش في الكتاب المؤلف من 477 صفحة عددا من الموضوعات، بينها حرب العراق وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والقرار المثير للجدل بشأن السماح باستخدام أساليب قاسية، خلال التحقيق مع الأشخاص المشتبه في انتمائهم إلى جماعات متشددة، إضافة إلى قراره مقاطعة عادة شرب الخمر نهائيا.