اندلعت ازمة دبلوماسية في أميركا اللاتينية التي تعرف بحديقة واشنطن الخلفية وذلك بعد العملية التي قام بها الجيش الكولومبي السبت داخل الاكوادور وادت الى مقتل 17 من عناصر القوات المسلحة الثورية الكولومبية بينهم الرجل الثاني في قيادتها راؤول رييس. وأعلن الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا في كلمة متلفزة عن طرد السفير الكولومبي في كويتو واعلان الاستنفار في صفوف قواته على الحدود المشتركة مع كولومبيا. وقال الرئيس كوريا "لقد امرت باستنفار القوات على الحدود الشمالية". واضاف "قررت ايضا ان اطرد على الفور سفير كولومبيا في الاكوادور (كارلوس هولجوين) وطالبت بعقد جلسة طارئة للمجلس الدائم لمنظمة الدول الاميركية ولمجموعة دول الاندن". وبالنسبة لاقدام الجيش الكولومبي على تصفية الرجل الثاني في القوات المسلحة الثورية الكولومبية راؤول رييس السبت، وصف الرواية التي اوردها الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي ب"الكاذبة" واصفا العملية التي قام بها العسكريون الكولومبيون بانها "عملية اغتيال". واعرب عن نيته اثارة هذه المسألة امام الاسرة الدولية كي تدين "هذا الانتهاك لسيادة بلاده". وقال ايضا "لا نقبل اعتذار بوجوتا ونطالب باجراءات حاسمة من قبل الاسرة الدولية وخصوصا المؤسسات الاقليمية للحؤول دون تدويل النزاع". وكانت الحكومة الكولومبية قد نفت ان تكون انتهكت سيادة الاكوادور. واكدت وزارة الخارجية الكولومبية في بيان ان "كولومبيا لم تنتهك سيادة (الاكوادور) بل تصرفت طبقا لمبدأ الدفاع المشروع عن النفس". وتابع البيان ان "الارهابيين وبينهم راؤول رييس اعتادوا ارتكاب اغتيالات في كولومبيا واللجوء الى البلدان المجاورة". غير ان وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس اقر صراحة السبت بان الجيش توغل 1800 متر داخل اراضي الاكوادور. ووقعت العملية بعدما افرج الثوار من طرف واحد وبفضل وساطة تشافيز عن ستة رهائن كولومبيين منذ مطلع السنة. كما قالت الحكومة الكولومبية إن في حوزتها وثائق تثبت وجود "التزامات" بين حكومة رئيس الإكوادور رافائيل كورّيا وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك). وقال مدير الشرطة الكولومبية الجنرال أوسكار نارانخو ان هذه المعلومات كانت مسجلة على أحد أجهزة الحاسوب التي صودرت وكانت تخص الناطق الدولي باسم حركة فارك راؤول رييس. وكانت الحكومة الكولومبية قد نوهت قبل إعلان هذه الأخبار إلى أن لديها "معلومات تاريخية" عن "أمانة" الحركة المتمردة بعد فحص مبدئي لأشياء رييس التي تمت مصادرتها. وفي فنزويلا، امر الرئيس هوجو تشافيز باغلاق سفارة بلاده في بوجوتا وصرح تشافيز "آمر بسحب كل موظفي سفارتنا في بوجوتا على الفور ولنغلق السفارة"، معلنا ارسال "عشرة افواج الى الحدود". وقال "لينتشر الطيران العسكري. لا نريد الحرب لكننا لن نسمح للامبراطورية او لتابعها باضعافنا"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة والرئيس الكولومبي الفارو اوريبي. وقال تشافير "نأمر بانسحاب فوري لكل العاملين في سفارتنا في بوجوتا. وباغلاق السفارة في بوجوتا"، معلنا ايضا تعزيز الوجود العسكري الفنزويلي على الحدود مع كولومبيا. من جهة اخرى، استدعى تشافيز وزير دفاعه جوستافو رانخيل بريسينو وامره بإرسال "عشر كتائب الى الحدود مع كولومبيا". وندد تشافيز بعنف بالعملية التي قام بها الجيش الكولومبي في الاراضي الاكوادورية وحذر رئيس فنزويلا الاشتراكي الذي قام ايضا بدور الوسيط لدى هذه الميليشيا الماركسية في ازمة الرهائن الذين تحتجزهم دون موافقة بوجوتا، من ان تنفيذ عملية مشابهة في فنزويلا ستكون "سببا للحرب". ونفى ثوار الفارك (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) من جهتهم اعلان الحكومة الكولومبية مقتل رييس والثوار الاخرين في اراضي الاكوادور بانه "مجرد ادعاءات كاذبة". وذكرت المجلة على موقعها الالكتروني في رد فعل اول على مقتل رييس "يمكننا في الوقت الحاضر التأكيد على ان تصريحات الحكومة الكاذبة التي تؤكد ان رفاقنا كانوا في جمهورية الاكوادور الشقيقة مجرد ادعاءات". وافاد المتحدث باسم ثاني حركة ثوار في كولومبيا ان مقتل رييس "يؤثر بشكل كبير على قيادة فارك وجبهتها الدولية واستراتيجيتها".