واصلت وحدات عسكرية فنزويلية التوجه نحو الحدود مع كولومبيا بأوامر من الرئيس هوغو شافيز, في تصاعد مستمر للأزمة القائمة بين البلدين, في حين أعلنت الولاياتالمتحدة رسميا دعمها لكولومبيا وعرضت فرنسا التدخل للمساعدة على حل سلمي. فقد أعلن حاكم ولاية لارا بوسط فنزويلا لويس رييس أن الوحدة العسكرية الإقليمية بدأت التحرك، مع فوج مدفعية . في هذه الأثناء أعلن حاكم ولاية ميراندا (وسط) ديوسدادو كابييو وهو عسكري متقاعد مقرب من شافيز أن الرئيس لم يفعل سوى إصدار أمر للجيش بحماية الحدود الفنزويلية . وقال كابييو إن فنزويلا لم تعلن الحرب على أحد ، رافضا الاتهامات التي وجهتها بوغوتا إلى شافيز بشأن وجود علاقة بينه وبين مليشيات القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك). وكانت السلطات الفنزويلية قد قررت في وقت سابق إغلاق حدودها مع كولومبيا, بعد أن حذر شافيز من أنه في حال نفذت كولومبيا عملية عسكرية مشابهة لتلك التي نفذتها داخل أراضي الإكوادور وأدت إلى مقتل راوول رييس المسؤول الثاني في حركة فارك، فإن من شأن هذا الأمر أن يشكل سببا لحرب بين البلدين . يشار إلى أن الأزمة تفجرت بعد غارة شنتها القوات الكولومبية داخل الإكوادور يوم السبت الماضي مما أدى لمقتل قائد القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي تضعها كل من كولومبيا والولاياتالمتحدة على لائحة الجماعات الإرهابية. وتتهم كولومبيا شافيز والرئيس الإكوادوري رافيل كوريا بدعم فارك. الموقف الأمريكي في غضون ذلك اتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش فنزويلا بتنفيذ ما سماه مناورات استفزازية ضد كولومبيا وتعهد بمعارضة أي عمل عدواني في منطقة الإنديز. وقال بوش إنه أبلغ الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي في اتصال هاتفي دعم واشنطن والاستمرار في الوقوف إلى جانب كولومبيا. وأضاف رسالة بلادنا إلى الكولومبيين هي أننا نقف إلى جانب حليفنا الديمقراطي . من جهة ثانية دعا الاتحاد الأوروبي فنزويلا وكولومبيا والإكوادور إلى تجنب أي تصعيد للأزمة. وعبر الاتحاد عن قلقه من التوتر المتفاقم بين هذه الدول، ومن نشر قوات مسلحة على حدودها. وفي تطور آخر جددت الرئاسة الفرنسية التأكيد على استعداد الرئيس نيكولا ساركوزي للذهاب إلى الحدود الكولومبية الفنزويلية للمساعدة في إطلاق سراح الرهينة الفرنسية الكولومبية إنغريد بيتانكور المحتجزة لدى مليشيات فارك الكولومبية. من جهتها ذكرت فارك في بيان أن المسئول الثاني فيها راوول رييس كان يحاول تنظيم اجتماع مع الرئيس الفرنسي حين قتل في عملية توغل للقوات الكولومبية في الإكوادور السبت الماضي. وطبقا للبيان فإن الاجتماع مع ساركوزي الذي كان رييس يحاول تنظيمه بوساطة من الرئيس الفنزويلي شافيز كان يهدف إلى التوصل لتسوية وضع إنغريد بيتانكور المحتجزة منذ ست سنوات.