استقبلت المصانع من الصين والهند شرقا الى الولاياتالمتحدة غربا عام 2009 بخفض الانتاج والوظائف في علامة أخرى على امتداد الركود الى الأسواق الصاعدة. ومن فقد وظائف بالمصانع الصينية الى أكبر انخفاض في أسعار المساكن بكوريا الجنوبية في 5 سنوات ظهرت مؤشرات على أن تباطؤ الصادرات بدأ ينتشر بالأسواق الصاعدة. وفيما يتناقض مع التوقعات الاقتصادية التي تزداد تدهورا تحسنت المعنويات بعض الشيء في الأسواق، فبعدما نقلوا سيولة الى ملاذات آمنة خلال أغلب الربع الأخير من ديسمبر/ كانون الاول 2008 يدرس المستثمرون شراء اصول تضررت خلال الازمة المالية. ففي الولاياتالمتحدة أظهر تقرير لمعهد إدارة المعروض أن نشاط المصانع الامريكية تراجع الى أدنى مستوياته في 27 عاما منذ 1982 في ديسمبر/ كانون الاول 2008 فيما يشير الى انكماش أشد حدة من المتوقع. ويأتي التراجع وسط تزايد الأدلة على انهيار الطلب في الدول الغربية التي تعتمد عليها الدول النامية كأسواق تصدير، وأظهر التقرير انتظار القطاع الصناعي الأسوأ مع وصول مؤشر الطلبيات الجديدة الى أدنى مستوياته على الاطلاق. وبالرغم من ارتفاع مؤشر ام.اس.سي.اي للاسهم العالمية 1.7% وصعود المؤشرات الامريكية أكثر من 1% في مستهل تداولات 2009، الا ان عوائد سندات الخزانة الامريكية تراجعت في مؤشر على تنامي اقبال المستثمرين على المجازفة بعد عام خسرت خلاله أسواق الاسهم العالمية 14 تريليون دولار. وتشير أي قراءة لمؤشر معهد ادارة المعروض دون 50 نقطة الى انكماش بالقطاع، حيث توقع خبراء في مسح أجرته رويترز قراءة تبلغ 35.5 نقطة في المتوسط، وتراوحت توقعات الخبراء وعددهم 69 بين 32 و40 نقطة. وبالنسبة لمنطقة اليورو، اظهرت بيانات انكماشا بنشاط المصانع الى مستوى قياسي في ديسمبر/ كانون الاول 2008 وماتزال التوقعات قاتمة مع انخفاض الطلبيات الجديدة أيضا الى مستويات قياسية. وتراجع مؤشر مديري الشراء لقطاع الانتاج الصناعي في منطقة اليورو الى 33.9 مسجلا أدنى مستوى منذ بدأ اجراء المسح قبل 11 عاما وأدنى بالفعل من توقعات لخبراء ببلوغه 34.5. والمؤشر بالفعل أدنى كثيرا من مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش، والتوقعات قاتمة نظرا لتراجع مؤشر الطلبيات الجديدة الى أدنى مستوى منذ بدأ اجراء المسح عند 26.4. وعلق جيليس مويك من بنك اوف أمريكا على الارقام قائلا انها تلقي بظلال أشد قتامة على حالة اقتصاد منطقة اليورو، واعرب عن اعتقاده ان تقود تلك الارقام الى انكماش كبير في الناتج المحلي الاجمالي قد يصل الى نقطة مئوية كاملة خلال الربع الاخير من 2008 والربع الاول من 2009. وانكمش أيضا نشاط القطاع الصناعي البريطاني للشهر الثامن، وزاد من التوقعات القاتمة تقارير أشارت الى انخفاض حاد اخر في اسعار المساكن بالمملكة المتحدة في ديسمبر علاوة على انخفاض قياسي في عدد الموافقات على الرهون العقارية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. وفي روسيا، أظهر مؤشر مديري المشتريات انكماشا في النشاط الصناعي أشد من التباطؤ الذي شهدته خلال ازمتها المالية في عام 1998. وأفادت تقارير تشيكية وبولندية أيضا بحدوث انخفاض حاد في مؤشري التصنيع بالبلدين. وفي الصين، العملاق الآسيوي، أظهر مؤشر مديري المشتريات أن نشاط المصانع الصينية انخفض للشهر الخامس على التوالي. وهو ما فسره ايريك فيشويك رئيس الابحاث الاقتصادية لدى سي.ال.اس.ايه، بان انكماش على مدى 5 شهور متتالية ينبىء بقرب قطاع التصنيع الذي يمثل 43% من الاقتصاد الصيني من الركود الفعلي. ونظرا لقلق السياسيين الصينيين بشأن الاستقرار الاجتماعي فربما يكون المؤشر الفرعي للبطالة هو المؤشر الاكثر اثارة للقلق الذي أظهر ان المصانع تخلت عن وظائف بأسرع معدل مسجل. وفي الهند، قلصت المصانع الوظائف لخفض التكاليف للمرة الاولى منذ بدأ اجراء المسح قبل 3 أعوام ونصف العام. وتستعد الدول الاسيوية الاصغر التي تعتمد على التصدير في آسيا لضربة مزدوجة من انهيار الطلب في الغرب الى جانب انهيار الطلب من العملاء الاقليميين. وقالت كوريا الجنوبية التي تتجه خمس صادراتها الى الصين ان نمو الصادرات خلال 2009 سيبلغ نحو 1% ليكون الادنى منذ 2001. كما خفضت حكومة سنغافورة توقعاتها الاقتصادية للعام 2009 الى ما يترواح بين انكماش بنسبة 2% ونمو بنسبة 1% في الناتج المحلي الاجمالي. (رويترز)