تظاهر آلاف العراقيين استجابة لدعوة مقتدى الصدر احتجاجا على محادثات بين واشنطن وبغداد حول استمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق الى ما بعد عام 2008، لكن حجم المشاركة الجمعة كان أقل مقارنة من احتجاجات سابقة. وجاءت المظاهرات تلبية لدعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي دعا إلى استمرار الاحتجاجات حتى توافق الحكومة على إجراء استفتاء بشأن الوجود الأمريكي في البلاد، وعلى الرغم من انتشار قوات الأمن، إلا أنه احتشد الآلاف في شوارع مدينة الصدر- معقل ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي- في أكبر مظاهرة شهدتها المدينة حاملين صورا لرئيس الوزراء نوري المالكي بينما يرتدي زيا يشبه زي صدام حسين. وفي حي الكاظمية بشمال غرب بغداد، سار مئات المتظاهرين وهم يلوحون بقبضات أيديهم خلف لافتة تطلب من الأممالمتحدة "الوقوف مع الشعب العراقي ضد هذه الاتفاقية الأمنية بين الحكومة والاحتلال". وللولايات المتحدة- التي قادت غزو العراق عام 2003 للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين- 155 ألف جندي في البلاد في الوقت الراهن. وانتقد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي- أكبر حزب شيعي في حكومة المالكي- الاتفاق المزمع لمد فترة وجود القوات. وسحب الصدر كتلته من حكومة المالكي العام الماضي احتجاجا على رفض رئيس الوزراء التفاوض على وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية. ودعا إلى مسيرة يشارك فيها مليون شخص ضد الوجود الأمريكي في إبريل/نيسان، لكنه ألغاها في وقت لاحق لاسباب أمنية. وسار نحو 1200 شخص الجمعة من المسجد الكبير في الكوت- على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة العراقية- إلى مكتب الصدر. وقال سعد المالكي- مدير مكتب الصدر في الكوت- إن المظاهرات ستتواصل حتى إلغاء هذه الاتفاقية. وفي مدينة النجف- على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد- خرج عدة مئات من المتظاهرين في مسيرة مرددين هتافات معادية للولايات المتحدة. وخرجت احتجاجات في البصرة والناصرية أيضا. وقال خالد العيسوى- مدير مكتب الصدر في الناصرية- إن مظاهرة مماثلة ستنظم كل يوم جمعة. وتتفاوض واشنطن مع العراق بشأن اتفاق يهدف إلى اضفاء صيغة قانونية على وجود القوات الأمريكية في العراق بعد 31 ديسمبر/كانون الاول حينما ينقضي تفويض الاممالمتحدة. ويرى أنصار الصدر في ذلك تسليما لسيادة العراق لسلطة أجنبية. (رويترز)