تحت أعين الحراس المسلحين يعد فريق من الطباخين والمضيفين الطعام فيما يمكن أن يعتبر أكثر المطاعم تفردا في إيطاليا لأن هذا المطعم هو في حقيقة الأمر سجن شديد الحراسة حيث يقدم الخدمة فيه لصوص وقتلة مدانون. واستبدل نزلاء سجن قلعة ميديشا في بلدة فولتيرا بمقاطعة تسوكانيا ملابس السجن بالقمصان وربطات العنق لمدة ليلة واحدة لإعداد غداء فخم من ستة أطباق للضيوف الفضوليين الذين يتطلعون الى الاطلاع على حياة السجن. وجزء من المشروع الذي يستهدف جمع أموال للأعمال الخيرية يهدف الى تعليم النزلاء الطهي ومهارات الخدمة في المطاعم التي يمكن أن تساعدهم في الحصول على وظائف بعد الخروج من السجن. وقال الطاهي الفلبيني جوزيف هاردر وهو يضع خمس طبقات من اللحم في الأطباق "إنه شيء طيب ولاسيما بالنسبة لنا نحن المحتجزين لأني أعرف الان هناك الكثير من الناس في الخارج يعتقدون أننا هنا لأننا كنا سيئين خارج السجن وهذا هو كل ما في الأمر ونحن نريد أن نثبت لهم أننا لسنا كذلك." ويأمل هاردر أن يستمر في الحياة في فولتيرا بعد فترة سجنه ويجد عملا في مطبخ مطعم أو فندق محلي. ووضعت موائد مضاءة بالشموع في المبنى داخل الجدران العالية التي بنيت أساسا في القرن الرابع والخامس عشر الميلادي لتكون قلعة محاطة بأبراج حراسة وتجهيزات أمنية استعدادا للضيوف الذين مروا بعمليات تفتيش أمنية صارمة. وقالت ماريا جراتسيا جيانبكولو مديرة السجن "أولا وقبل كل شيء نريد أن نطور قدرات طباخينا وهذا العام حظينا بمساعدة طهاة كبار مؤهلين للغاية." وأضافت "إنها تمثل أيضا إمكانية إيجاد طريقة مختلفة للحياة في السجن. أنه سجن ينفتح على المدينة ويرتبط ببقية المجتمع في تقديم الخدمة." ويتحول سجن فولتيرا الى مطعم خلال عدة ليال فقط سنويا. وبدأ هذا التقليد في عام 2006 وهذا العام يعمل رؤساء طهاة من مطاعم كبيرة في المنطقة مع النزلاء. وقال انيلو ارينا (39 عاما) وهو قاتل مدان من نابولي مسجون منذ عام 1993 ويعمل الليلة نادلا "حياة السجين تشبه ماكينة التصوير الضوئي فانت تترك زنزانتك وتذهب الى العمل وتنهك نفسك في العمل ثم يتكرر اليوم نفسه.. وهكذا تصبح عادة..ولذا فإن هذا شيء عظيم." وتم اختيار الفريق المكون من 30 شخصا من الطباخين والمساعدين والمضيفين بعناية شديدة. وهناك 150 سجينا في السجن. ولا يشارك الأشخاص المدانون في جرائم مرتبطة بعصابات المافيا أو تهريب المخدرات أو الخطف. ويبتسم المضيفون ويمزحون مع الضيوف الذين يبلغ عددهم مئة وهم يقدمون أطباق الطعام. وعندما يحجز الضيوف مسبقا تذاكر حضور هذا الغذاء يخضعون لفحص دقيق لخلفياتهم وعند الوصول يتم إدخالهم في مجموعات ويمنعون من حمل الهواتف المحمولة والحقائب كما يتم فحصهم بالات الكشف عن المعادن. والوجبة نفسها يتم تناولها بأدوات من البلاستيك. ويعد تنظيم الغداء في السجن ناجحا للغاية حيث قاد أحد الضيوف سيارته بأسرته المكونة من سبعة أشخاص لمسافة 200 كيلومتر ليتناول الغداء. بينما قالت شارون كيندي وهي من اسكتلندا وتعيش الان في فولتيرا إنها جاءت من أجل الطعام. وقالت "مستوى الطعام خيالي..والجو والناس والمكان..كلها أشياء لا تصدق." (رويترز)