نقلا عن / الجمهورية فى 9/8/2007 دولة الميكروباص في القاهرة الكبري تتحدي القانون في عز الظهر.. وبعد منتصف الليل.. وفي كل وقت.. المخالفات دائمة.. عربات بأرقام ملاكي تسير علي الخطوط.. سائقون بلا رخصة وصغار السن.. تقسيم الخطوط إلي أكثر من خط لزيادة التعريفة المقررة.. فخط مثل رمسيس الهرم يتحول بفرمان السائقين إلي ثلاثة خطوط من رمسيس إلي الجيزة ومن الجيزة إلي الطالبية ومن الطالبية إلي مشعل.. وعلي هذا المقياس تكون كل الخطوط ولا يتحمل النتيجة إلا الراكب وحده.. بل إن حق الحكومة لا تحصل عليه لأن "فتوات الكارتة" بالمرصاد.. يحصلون علي ثمن الكارتة كالاتاوة بدون ايصالات ولا يدفعون للحكومة إلا الفتات. الميكروباص "مافيا" بمعني الكلمة يساعدها في عملها أن أتوبيسات النقل العام أصبحت متهالكة ولا تعمل بعد العاشرة مساء.. والسائقون يرفضون العمل بل بعضهم يهرب من العمل بالهيئة.. ومترو الانفاق تقل رحلاته ليلا.. وفترة التقاطر تزيد فيكون الزحام خانقا خاصة أن ليل الصيف يحب السهر والمترو لا يحبه فلا يجد الناس سوي الميكروباص بديلا.. وآه من الميكروباص وآلامه ومتاعبه والسائقين.. وزيادة عدد الركاب. مافيا الميكروباص تابعناها في كل مكان خاصة مع ركاب منتصف الليل الذين يقعون عادة فريسة لهذه المافيا التي لا ترحم كبار السن أو الاطفال أو السيدات. في محطة عبد المنعم رياض تجلس أم عمار الحسين "عراقية" علي الرصيف وتقول: إنها جاءت إلي القاهرة منذ عام وتقيم في مدينة الشيخ زايد وتضطر للذهاب إلي وسط البلد وكورنيش النيل للتنزه وشراء مستلزماتي إلا أنني أعاني من رحلة العودة وانتظر بالساعات في ميدان عبد المنعم رياض تحت رحمة سائقي الميكروباصات وافترش الأرض وهي معاناة لم أرها في حياتي. هشام شعبان "موظف بالتليفزيون" يتهم الحكومة بالتقاعس في تقديم خدمات للمواطنين طوال الليل وتتركنا لقمة سائغة لهذه المافيا التي لا ترحم ونتلقي يوميا شتائم وسباباً إذا حاولنا الاقتراب من سياراتهم التي تقف فارغة لإذلال الركاب. رمسيس رايح جاي واحتج محمود مدين "طالب" علي طريقة تعامل سائقي الميكروباصات مع الركاب بعد الساعة 12 ليلا لانهم يمارسون كل اشكال البلطجة علي الركاب ويسيرون بسرعة جنونية عند دخولهم الموقف بكل رعونة واستهتار ولم نر أي رجل شرطة أو مرور وكأنهم تركوا المسئولية لهذه المافيا لتتلاعب بنا. ظاهرة غريبة ووصفت هدي الخولي "موظفة" ما يقوم به السائقون ليلا بأنهم يتلذذون في تعذيب المواطنين خاصة في أوقات الذروة وهناك ظاهرة لم نتمكن من كشف طلاسمها وهي عندما يتكدس الركاب في المواقف تأتي السيارات واحدة تلو الأخري مسرعة ومغلقة الأبواب ويرفض السائقون صعود الركاب لماذا؟ لا أدري؟ وأشار ماهر محمود "طباخ" إلي أنه ينتهي من عمله في الواحدة بعد منتصف الليل لينتظر رحلة العذاب للوصول لمدينة 6 أكتوبر وأقوم بالذهاب من موقف رمسيس ثم العودة لموقف عبد المنعم رياض بحثا عن الميكروباص فأين الاتوبيسات التي يمكن أن ترحمنا من هذه المذلة اليومية. وطالب حمدي الطحان رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب بزيادة ساعات التشغيل بمرافق النقل سواء مترو الأنفاق أو اتوبيسات النقل العام للحد من سيطرة وبطش مافيا السرفيس والتخفيف علي المواطن في سهولة انتقاله للعمل ولمنزله ليلا. وقال الطحان إن ازمة النقل يقف وراءها عددة أسباب في مقدمتها زيادة زمن الرحلة علي المعدلات العالمية وزيادتها لفترات لا يمكن حسابها نتيجة تكدس الركاب في الشوارع والميادين واختفاء الجراجات والسلوك السيئ والمتخلف لبعض المواطنين بالاضافة إلي تهالك المركبات لسوء الاستخدام من السائق والراكب. وكشف الطحان عن تدني أداء مستوي العاملين بالهيئة بسبب تدني المقابل المادي من رواتب وحوافز مما انعكس علي وقت الراكب وحالته النفسية وضياع وقته انتظارا للاتوبيس القادم لإنهاء مصالحه وعودته لأسرته سالما. وأضاف الطحان ان زيادة ساعات العمل ليلا ستدر عائدا كبيرا علي المرافق الحكومية للانفاق علي الصيانة وحوافز العاملين بدلا من التهديد بالاعتصام والاضراب من آن لآخر. عرضنا علي المهندس مجدي العزب رئيس جهاز تشغيل مترو الأنفاق زيادة الرحلات في منتصف الليل فأكد صعوبة تطبيق هذا الاقتراح لان زيادة ساعات العمل ستؤدي إلي تقليل زمن الصيانة الذي يبدأ من الواحدة والربع إلي الخامسة والربع صباحا فهي 4 ساعات فقط ونقوم فيها بمراجعة الكهرباء والإنارة والنظافة والميكانيكا وقال العزب إن الجهاز قام بتقليل زمن التقاطر ليصبح 4 دقائق في وقت الذروة صباحا و8 دقائق بين الذروتين لتخفيف التكدس بالمحطات وينقل يوميا ما يزيد علي 2 مليون راكب ويصل إلي 3 ملايين في المناسبات وهي أعلي معدلات في العالم. وأضاف العزب ان المترو يمثل وسيلة النقل الأفضل والأسرع والأرخص لذلك يقبل عليها المواطنون ويفضلونه علي باقي الوسائل مؤكدا أن تأخر القطار 10 ثوان في كل محطة يتسبب في تعطل الرحلة لأكثر من ثلاث دقائق بما يساوي إلغاء قطار بالكامل. وأكد سعد شحاتة رئيس الهيئة القومية للانفاق ان أزمة نقل الركاب في القاهرة الكبري في طريقها للحل بعد الانتهاء من الخط الثالث الذي ينطلق من مطار القاهرة شرقا مرورا بعين شمس ومصر الجديدة حتي إمبابة غربا بطول 34 كيلو و29 محطة تحت الأرض وسينقل هذا الخط 2 مليون راكب يوميا ويستغرق تنفيذ المرحلة الأولي منه العباسية العتبة 51 شهرا وبتكلفة 3.6 مليار جنيه. تطفيش السائقين صلاح فرج رئيس هيئة النقل العام اعترف بتهالك 45% من اسطول الهيئة من اتوبيسات وميني باصات واصبحت غير صالحة للتشغيل ومطلوب خروجها فورا من الخدمة. وقال إن اسطول الهيئة يضم 1927 سيارة و75 سيارة تعمل بالغاز الطبيعي وتبلغ ميزانيتها 395 مليون جنيه. وكشف فرج عن هروب السائقين من العمل بالهيئة بسبب تعديلات قانون المرور التي ألغت استثناء مراكز التدريب الحكومية التي خفضت فترة انتقال الرخصة المهنية إلي أخري من عامين إلي 6 أشهر مما شجع السائقين علي الالتحاق بالعمل بالهيئة حتي فوجئت بهذا التعديل في قانون 99 وألغي هذا الامتياز وزادت المدة من 6 أشهر إلي ثلاث سنوات مما تسبب في تطفيش السائقين وتفضيلهم العمل في شركات النقل الاستثمارية التي اجتذبت كثيرا من سائقي الهيئة لحصولهم علي مرتبات مغرية. وقال إنه يتمني تعديل هذه المادة من القانون وعودتها للاصل لتشجيع السائقين لحل أزمة نقل الركاب.