شلل الاطفال ذلك المرض الفتاك عاد للظهور ليلقي بظلاله السوداء على الاطفال بعد ان كان قد اختفى من مصر منذ سنوات عديده. جاء متخفي بزي باكستاني فاستعدت وزارة الصحة المصرية لمواجهته تشهر في وجهه أسلحة التطعيمات الفتاكة لتحمي بها الاطفال المصريين. اكد الدكتور زين العابدين طاهر مدير الإدارة العامة للأمراض المعدية بوزارة الصحة المصرية لمحررة اخبار مصر ان مرض شلل الأطفال لم يظهر في مصر منذ عام 2004 وان فيروس المرض لم يظهر في مصر منذ عام 2005 فكان ان أعلنت منظمة الصحة العالمية ان مصر خالية من فيروس شلل الأطفال في عام 2006. وقال ان نظام الترصد الناجح الذي تتبعه وزارة الصحة كان وراء اكتشاف فيروس شلل الأطفال مؤخراً في مصر؛ وأوضح انه يتم اتباع نظامين للرصد الفيروس الأول عن طريق ترصد ظهور المرض بين الأطفال والثاني ترصد الفيروس نفسه في المجاري والمصارف المائية. وأضاف ان عمليات التردد الدورية أثبتت وجود فيروس شلل الأطفال في المجاري المائية في منطقتين بالقاهرة في منطقة السلام وعزبة الهجانة. وقال انه التتابع الجيني والخريطة الجينية للفيروس الذي تم اكتشافه أثبتت انه ذا صله بفيروس معزول من بيئة من المجاري بدولة باكستان بجنوب شرق آسيا. وقال مدير الإدارة العامة للأمراض المعدية بوزارة الصحة المصرية ان فيروس شلل الأطفال الباكستاني الذي تم اكتشافه مؤخراً ليس هو الوحيد الذي زحف على مصر ففي عام 2008 منيت مصر بفيروس شلل الأطفال وارد الهند وفي عام 2010 كان الفيروس الذي تسلل الى مصر آت من السودان. واكد د. طاهر انه بمجرد ظهور العينات في المجاري أجرت الوزارة تقصي ميداني في الموقعين اللذان ظهر فيهما الفيروس للتأكد من عدم وجود حالات إصابة بين الأطفال ثم أجرت حملات تطعيم محدودة في منطقتي السلام وعزبة الهجانة حيث تواجد الفيروس وكان ذلك في الفترة من 3 الى 7 فبراير 2013. واكد ان الوزارة بصدد القيام بحملة تطعيم في القاهرة الكبرى في مناطق القاهرة والجائزة ومناطق شبرا والخانة في محافظة القليوبية قبل منتصف مارس 2013 بالإضافة الى الحملة القومية الدورية لكل تطعيم ضد مرض شلل الأطفال المقررة في أبريل من كل عام والتي تجرى كإجراء احترازي. منظمة الصحة أكدت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية جمهورية مصر العربية في تصريحات خاصة لمحررة اخبار مصر ان مصر خالية من مرض شلل الأطفال منذ عام 2004 وأن وزارة الصحة المصرية مستمرة فى الحملات الوطنية للتطعيم حيث هناك استعدادادت لحملة على مستوى القاهرة الكبرى فى شهر مارس 2013 وعلى مستوى الجمهورية فى إبريل 2013 برعاية وحضور وزير الصحة والسكان وبمشاركة منظمة الصحة العالمية واليونسيف وذلك اضافة الى الحملة المحدودة التى تم اجرائها فى منطقتى الهجانة والسلام وبرامج لاتطعيمات الروتينية وللعلم ستستظيف فى نفس الا سبوع التطعيمات على مستوى الأقليم برعاية . وقالت: "لقد تم تاكيد وجود الفيروس فى العينات التي تم اخذها من المجارى.. وللتأكيد مرة اخرى فلا توجد حالات بشرية فى مصر حيث تثمن المنظمة سرعة استجابة المسئولين فى الوزارة فى ابلاغ المنظمة وسرعة اتخاذ الاجراءات الازمة". وأوضحت القصير ان منظمة الصحة العالمية تعمل جاهدة بالتعاون مع كافة الشركاء من أجل القضاء على هذا المرض وهناك تعاون وثيق ومباشر مع المسئولين بوازراة الصحة وعلى رأسهم وزير الصحة والسكان الدكتور محمد حامد مصطفى وبالشراكة مع اليونسيف و مركز مكافحة الامراض فى اطلانتا بالولايات المتحدةالأمريكية. وأضافت ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر ان العديد من الدول في العالم نجحت فى القضاء على مرض شلل الاطفال تماماً ومن ثم وقاية الأطفال عن طريق تطعيمهم باللقاحات الواقية. الدين والتطعيم وقالت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية بالقاهرة: "ان مرض شلل الاطفال اختفى من جميع بلدان العالم باستثناء عدد محدود من البلدان تمثلها الآن باكستان وأفغانستان ونيجيريا وكلها بلدان إسلامية مع الأسف ولقد ظهر فى الفترة الأخيرة بعض ذوى التأثير على العامة ممن يُحرضونهم على عدم الالتزام بالتطعيم الشامل بحجج واهية بعضها يُنسب إلى علماء الدين زوراً وبهتاناً والدين من ذلك براء". وقد أدى ذلك إلى وضع فى غاية الغرابة . ففي باكستان، تقوم بعض المجموعات باستخدام اسم الإسلام لحظر تطعيم الأطفال. وفي بعض المناطق في هذا القطر تنشر بعض الأصوات معلومات خاطئة حول لقاح شلل الأطفال. بل أنه في بعض المناطق يقوم رجال الدين والقادة المحليون بإصدار فتاوى تؤدي إلى تضليل الجماهير. وأضافت مرض شلل الاطفال والذى يُعد أحد أشد الأمراض المُعدية وخامة نظراً إلى أنه يُفضى فى معظم الحالات إلى شلل فى طرف من الأطراف أو أكثر مما يُسبب للانسان منذ طفولته عجزاً يُقعده عن ممارسة حياته الطبيعية هذا إن لم يكن من الشدة بحيث يؤدى إلى الوفاة. وأكدت أن حملات القضاء على مرض شلل الأطفال قد قلصت من حالات الاصابة في باكستان من 20 ألفا في عام 1994 إلى 56 حالة فقط في عام 2012 ويبدو المرض معزولا في جيب في شمال البلاد. ولكن مرض شلل الاطفال ينتقل من خلال المخالطة لذا فان اي حالة اصابة تهدد بتفشيه من جديد في مناطق خلت منه وفي العام الماضي انتقلت سلالة باكستانية إلى الشمال الشرقي وتسببت في أول بؤرة للمرض في الصين المجاورة منذ عام 1999. وقالت القصير: "تدعو منظمة الصحة العالمية الى حشد جميع الجهود من اجل المساهمة فى القضاء على شلل الاطفال وتحية خاصة الآباء والأمهات فى مصر على حرصهم لتطعيم أولادهم وتحصينهم. وقد ذكر اوليفر روزنباور المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أنه "لأول مرة تم محاصرة الفيروس جغرافيا... لا نريد ان نهدر المكاسب التي تحققت... اي تعليق للانشطة يعطي موطيء قدم جديد للفيروس ويتيح له العودة بقوة ويصيب المزيد من الاطفال بالشل". الأعراض والوقاية اكد الدكتور احمد طلعت طبيب اطفال بالمعهد القومي للبحوث انه لا يوجد خوف من الاصابة بشلل الاطفال بالنسبة للأطفال الذين تلقوا تطعيمات شلل الأطفال الاساسية وجرعاتها التنشيطية؛ ولكنه شدد على ان الخوف يكون على الاطفال المتسربين من التطعيمات حيث يكونوا عرضه للإصابة بشلل الاطفال. وأوضح ان انتقال الفيروس يكون من براز الطفل المصاب لينتقل الى المجاري. وشدد على انه مع ظهور الفيروس في المجاري الآن الا انه لم يحدث أصابه بالمرض. وقال طلعت ان أعراض الاصابة بشلل الاطفال ارتفاع درجة الحرارة ويبدأ بعدها ضعف في العضلات والقدرة على الحركة ثم شلل. وأوضح انه أما ان يكون شلل في الأطراف او شلل في عضلات البلع تبعا للإصابة في الجهاز العصبي. وأضاف ان التطعيم هو السبيل الأوحد للوقاية من الإصابة بذلك المرض الذي يفتك بالأطفال. إجراءات باكستان ولان التحاليل أثبتت ان الفيروس الذي تم اكتشافه باكستاني المنشأ كان لنا حديث مع السفير منظور الحاج سفير باكستانبالقاهرة حيث قال: "لقد استطاعت باكستان القضاء على شلل الاطفال في معظم الأماكن باستثناء مناطق قليلة متطرفة، وتبذل الدولة جهوداً حثيثة لمواجهة مشكلة ظهور فيروس شلل الاطفال واستطاعت تحقيق نجاحا في ذلك". وأضاف السفير الباكستاني ان فيروس شلل الاطفال الذي تم اكتشافه بالقاهرة تم الإبلاغ عنه شهر يناير 2013 ومنذ ذاك الحين اتخذت الحكومة الباكستانية إجراءات احترازية تجاه انتشار الفيروس. وأوضح ان باكستان أقامت مراكز التطعيمات الإجبارية داخل صالات المغادرة بكل المطارات الباكستانية لتطعيم كل الاطفال المغادرين دون الخمس سنوات وذلك للحد من انتشار الفيروس خارج البلاد.