الفيروس وصل مصر قادمًا من أفغانستان ويساعد التلوث البيئى على انتشاره رئيس الطب الوقائى: التغيرات الوزارية أحد أسباب تأخر أذون استيراد الأمصال الطفولة تعنى البراءة والطهور، والأطفال هم بناة المستقبل، والاهتمام بهم يعنى إعداد أجيال قادرة على البناء والعطاء، وأول خطوة فى طريق الاهتمام بهم هو الرعاية الصحية الجيدة لهمن لتحصينهم ضد الأمراض التى تدمر حياتهم، وتغلق أبواب المستقبل عندهم. أخطر الأمراض التى تواجه الأطفال هو "شلل الأطفال" الذى يخلق جيلًا عاجزًا صحيًا عن أداء ما هو مطلوب منه من مهام، وقد واكبت الدولة ما تقوم به الشعوب المتحضرة فى تطعيم الأطفال ضد هذا المرض اللعين، من خلال جرعات محددة يأخذها الطفل، وتقوم وزارة الصحة بأداء دورها فى هذه التطعيمات على أكمل وجه، حتى تم القضاء على شلل الأطفال، واعتبر ذلك دورًا عظيمًا للدولة لتحصين أجيال المستقبل من العجز والضياع. لمصر تاريخ طويل مع شلل الأطفال، إذ تشير الأدلة الأثرية إلى أن الأطفال الذين يعيشون بمحاذاة ضفاف نهر النيل كانو يصابون بشلل الأطفال منذ عهود الفراعنة، وظل المرض متوطنًا فى مصر حتى تم اكتشاف مصل له، وبذلت الدولة طوال السنوات الماضية قصارى جهدها من أجل القضاء على شلل الأطفال، حيث أطلقت مصر حملات تحصين عدة نفذتها فرق متطوعة، كانت تنقل من منزل لآخر فى كل المحافظات، لتطعيم جميع الأطفال تحت سن الخامسة، ومع حلول نهاية عام 1980تقلصت حالات شلل الأطفال فى مصر لتصبح شبه معدودة، لكن الآثار الشديدة للفيروس بقيت شبحًا يهدد صحة أطفالنا، وعلى وجه الخصوص المدن الكبيرة، وفى محاولة للقضاء على المرض قضاءً مطلقًا كان هذا يعنى ضرورة تطعيم نحو 11مليون طفل عدة مرات سنويًا، ولسنوات عدة، وهى مهمة ضخمة ومكلفة، وقد تلقت مصر دعمًا فنيًا وماليًا من منظمة الصحة العالمية للمساعدة فى هذا العمل، وكانت خطة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال تتم من منزل إلى منزل ومن شقة إلى شقة للوصول إلى جميع الأطفال حتى وصلت إلى جميع الأطفال المستهدف تطعيمهم. يصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدى حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويصاب ما يتراوح بين 5% و10%من المصابين به بشلل فى الأطراف، ثم انخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سجلت فى ذلك العام إلى 650حالة فقط أبلغ عنها فى عام 2011. ومن المثير للدهشة أنه طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل، فإن الأطفال فى جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، وقد يسفر الفشل فى استئصال شلل الأطفال من هذه المعاقل العتيدة التى لاتزال موبوءة عن الإصابة بالمرض، فى الوقت التى أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن العثور على فيروس شلل الأطفال مماثل لذلك الذى تم العثور عليه فى جنوبباكستان فى مياه الصرف الصحفى بمنطقتى دار السلام وعزبة الهجانة بالقاهرة، قال وزير الصحة محمد مصطفى حامد إن هناك حملات منتظمة لتحليل مياه الصرف الصحى. ولكن هناك مصادر طبية بالمعامل المركزية كشفت عن أن العينات الإيجابية للفيروس لا تتحول إلى عينات إيجابية إلا بعد وجوده فى مياه الصرف الصحى ما بين ستة إلى تسعة أشهر، وأكدت التقارير الطبية لمنظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية أكدت أن الفيروس موجود منذ تسعة أشهر، لافتًا إلى أن كلام وزير الصحة مجرد "ضحك على الدقون"، وأن إهمال وزارة الصحة يعرض أطفالنا لخطر شلل الأطفال الذى كنا قد نجحنا فى التخلص منه منذ سنوات. يقول الدكتور محمد فؤاد - رئيس المركز - إن المصارف فى عزبة الهجانة ودار السلام ومناطق أخرى بالقليوبية تؤكد أن هناك فسادًا فكيف لا يتم أخذ عينات شهرية من المصارف، وهو أمر متبع عالميًا، وتوصى به المنظمات الدولية بينما حمل خطًا انتشار الفيروس على الحجر الصحى مطار القاهرة، فالفيروس دخل مصر مرة أخرى عن طريق الوافدين من باكستان. وعلى الرغم من الخطر الذى يهدد الأطفال، بسبب نقص أمصال شلل الأطفال وثلاثى البيكتريا، والخناق، والدفتيريا، والسعال الديكى بالمستشفيات الجامعية والوحدات الصحية بالمحافظات إلا أن هناك إصرارًا من المسئولين فى وزارة الصحة على التنصل من المسئولية. أولى نتائج تأخير التعاقد على الأمصال واللقاحات تأخر فعاليات الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بالمحافظات، والتى تستهدف نحو 12مليون طفل فى الفئة العمرية من يوم، وحتى 5 سنوات بهدف رفع مناعتهم وتحصينهم بالرغم من أن السعودية عرضت على مصر منحة لتغطية الاحتياجات المصرية من الأمصال لمدة خمس سنوات إلا أن الأمر متوقف على مخاطبة وزارة التعاون الدولى لوزارة المالية لإرسال الأمصال، ويمكن أن يتم توفير الأمصال خلال 24ساعة. ويقول الدكتور عمرو قنديل - رئيس قطاع الطب الوقائى - إن سبب وجود نقص فى الأمصال داخل المستشفيات إلى تأخر إذن التوريد اللازم لشراء الأمصال واللقاحات بالأمر المباشر من الشركة القابضة للمصل واللقاح التابعة لوزارة الاستثمار لمدة سبع أشهر، بسبب التغيرات الوزارية هذا وبالإضافة إلى أن الوزير رفض التوقيع على إذن الأمر المباشر. من ناحية أخرى أكد قنديل أنه سيأخذ عينات عشوائية من مياه الصرف الصحى بمختلف مناطق الجمهورية، للترصد الوبائى لمختلف الأمراض المعدية فى مصر، خاصة شلل الأطفال، لافتًا إلى أن الوزارة أجرت تحاليل لعينات بمنطقة الهجانة والسلام بالقاهرة أكدت ظهور سلالات إيجابية من الفيروس، بعينات الصرف الصحى وسيجرى إرسال حملة تطعيم لتلك المناطق كإجراء وقائى، حيث إنه فور اكتشاف إيجابية العينات العشوائية من الصرف الصحى بمناطق القاهرة، جرى إعلان حالة الطوارئ القصوى بقطاع الطب الوقائى، وإرسال عينات أخرى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، للتأكد من نتائج التحاليل، وبالفعل أكد مركز أبحاث الأمراض المعدية بأطلنطا بالولاياتالمتحدةالأمريكية (cdc) وجود سلالة فيروس شلل الأطفال بالعينة، وكانت المفاجأة أن المركز أكد أنه رغم إيجابية العينات فإنها لا تخص مواطنين مصريين، لأن الخصائص الجينية للمركبات العضوية لا تشابه الجينات المصرية، إنما تشابه إلى حد كبير وافدين من مواطنى جنوب شرق آسيا، وقال إنه من المرجح أن تكون تلك العينات تخص الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، الذين يسكنون تلك المناطق بكثافة. ويقول الدكتور سعيد البندارى - أخصائى أطفال - إن هذا المرض من أخطر الأمراض التى يتعرض لها الطفل، لأنها تستمر معه حتى الكبر، ونسبة الشفاء منه ضئيلة جدًا، والطفل يعانى منه معانة كبيرة جدًا، شلل الأطفال هو مرض معد ناجم عن فيروس يصيب الجهاز العصبى، ويؤدى إلى شل المصاب به مدى الحياة، ويقوم التحصين ضده على لقاح يؤخذ عبر الفم عدة مرات خلال السنوات الأولى من العمر. وتقول الدكتورة نادية لطفى بقسم الأوبئة والأمراض المتوطنة: شلل الأطفال هو مرض يسببه فيروس قوى ينتقل من الإنسان المريض أو حامل المرض وطريقة العدوى تكون عن طريق الفم أو الأنف أو فضلات الإنسان، وفى حالات نادرة ينتقل عن طريق الألبان والأطعمة الملوثة بفضلات الإنسان المصاب أو حامل المرض. ويظهر المرض فى ثلاثة أشكال حسب درجة مناعة المصاب، فقد يظهر فى شكل التهاب بالحلق فقط إذا كان الطفل أصيب بالمرض من قبل أو أخذ التطعيم ضد شلل الأطفال أو قد يدخل من الجهاز الهضمى، ويصل إلى الدم ويتم حصاره فى الدم بسسب وجود الأجسام المضادة المتكونة من التطعيم السابق، ويظهر هنا على شكل حمى وقيء، وتصلب عضلات الرقبة والظهر ثم تختفى كل هذه الأغراض أما الحالة الثالثة، وهى أخطرها حيث يتسلل الفيروس فى غياب مناعة الجسم ضده إلى الجهاز العصبى (النخاع الشوكى) ليصيب خلايا الحركة ويتلفها فيصاب الطفل بشلل فى الساقين. ومن هنا يتضح لنا أهمية الوقاية من هذا المرض اللعين لذا كان اكتشاف التطعيم بالفم من أعظم اكتشافات الطب الحديث، والوقاية يعطى الطفل خمس جرعات الجرعة الأولى عند خمس وأربعين يومًا، والجرعة الثانية عند عمر ثلاثة أشهر، والجرعة الثالثة عند عمر خمسة أشهر، والجرعتين الأخيرتين فى عمر سنة ونصف وفى عمر أربع سنوات. وفى حالات انتشار المرض تعطى جرعتان منشتطان يفصلهما ستون يومًا لجميع الأطفال دون الخامسة بغض النظر عن سابق تطعيمها، وبما أن من وسائل العدوى فضلات الإنسان فمن المفروض أن تأخذ وزارة الصحة عينات من مياه الشرب وبائعى الطعام من وقت لآخر لتحليلها للتأكد من خلوها من فيروس شلل الأطفال وخاصة بعد انتشار أخبار عن وجود عائلات باكستانية أطفالها حاملين للمرض لذا يجب التعرف عليهم وإبعادهم عن البلاد حتى لاينتشر هذا المرض اللعين الذى إصبحت بلاد كثيرة فى عالمنا خالية منه مع أخذ عينات من المصارف ومصادر المياه والمطاعم للتأكد من عدم وجوده بالبلاد، وإذا تم اكتشاف وجوده فلتكن الجرعتين المنشطتين فورًا وبدون تردد لأى طفل حتى الخامسة من العمر.